منظمة التعاون الإسلامي

سورينام تحتفل اليوم بعيد استقلالها

براماريبو (يونا) – يحتفل اليوم الأحد شعب سورينام بعيده الوطني الذي يوافق ذكرى استقلال البلاد عام 1975 عن الاحتلال الهولندي الذي استمر في البلاد من عام 1667. وسورينام هي إحدى دول أمريكا الجنوبية وتقع في شمال القارة، وعدد سكانها حوالي 400 ألف، وقد اكتشفها الإسبان في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي ونازعهم في ملكيتها البريطانيون والهولنديون الذين تنافسوا فيما بينهم بعد ذلك، فكانت بريطانيا تحتلها حينا وهولندا حينا آخر، إلى أن آل الأمر إلى احتلال هولندا لها أخيرا عام 1667 واستمرت فيها إلى عام 1975 وهو العام الذي نالت فيه سورينام استقلالها لتنضم مع المستعمرات الهولندية في اتحاد يشبه الكومنولث البريطاني. بدأ وصول الإسلام إلى سورينام مع استقدام الأفريقيين من غرب أفريقيا في القرن السابع عشر الميلادي. ثم بدأت بعد ذلك هجرة ثانية من الآسيويين المسلمين تصل إلى البلاد من إندونيسيا والهند وجنوب شرق آسيا وذلك في القرن التاسع عشر، كما لحقت بعد ذلك هجرة ثالثة أخيرة إلى سورينام وكانت عربية من بلاد الشام بشكل عام. أما في العصر الحديث فقد كان سبب وجود الإسلام بسورينام كما ورد في كتاب المسلمون في أوروبا وأمريكا أنه عندما جلب الهولنديون العمال من إندونيسيا والهند وجنوب شرق آسيا، وبدأت هذه الهجرات العمالية تصل إلى سورينام في القرن التاسع عشر، وكان معظم العمال الإندونيسيين من المسلمين. كما وصلت سورينام مجموعة من السوريين واللبنانيين، وأضيف إليهم في السنوات الأخيرة من أبناء بعض دول أفريقيا وخصوصا نيجريا، وبلاد إسلامية وعربية أخرى. المسلمون في سورينام يمثلون أعلى نسبة للمسلمين في بلدان العالم الجديد أي أن تعدادهم يصل إلى حوالي 110 آلاف مسلم منهم 75 ألف إندونيسي و30 ألف هندي وباكستاني، وبضعة آلاف من الأفارقة ومن السوريناميين ممن دخلوا في الدين أخيرا. وترجع أسباب زيادة نسبة المسلمين لعدة أسباب منها: إقبال أعداد جديدة كل سنة على الدخول في الإسلام، وهجرة جماعات من السكان من البلاد وغالباً ما تكون هذه الجماعات غير مسلمة، زيادة نسبة المواليد عند المسلمين عن غيرهم، وبذلك تكون سورينام أعلى البلدان الأجنبية نسبة في المسلمين، وانضمت إلى منظمة التعاون الإسلامي عام 1996. وسورينام بها أكثر من 50 مسجدا تتوزع حيث ينتشر المسلمون خصوصاً في العاصمة براماريبو وما حولها، وللمساجد دور مهم في حياة الجالية المسلمة هناك حيث يتم فيها تعليم أبنائهم قواعد الدين وأسسه لكن مما يؤسف له أن لكل طائفة من الجالية المسلمة مساجدها الخاصة بها مما يكرس التفرقة بين أبناء المسلمين هناك . ولكن إضافة إلى الفصول الملحقة بالمساجد فهناك مدرستان ابتدائيتان ومدرسة ثانوية تخص المسلمين وتضم أكثر من 3000 تلميذ. تقوم رابطة العالم الإسلامي بدفع رواتب بعض الأئمة والمدرسين كما منحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعض البعثات للطلاب السوريناميين للدراسة فيها. وفي سورينام جمعية إسلامية هندية باكستانية تألفت عام 1375 هـ بعد زيارة عدد من علماء المسلمين الهنود إلى سورينام وتقوم هذه الجمعية بعمارة المساجد والمدارس لتعليم أبناء الجالية المسلمة، حيث تتبعها المدرستان الابتدائيتان والمدرسة الثانوية ويتبعها الجامع الرئيسي في العاصمة كما يتبعها عدة مساجد في القرى ولها عدة لجان ومجلس تنفيذي وتصدر مجلة الإسلام، وتعتبر هذه الجمعية من أفضل الهيئات الإسلامية في أمريكا الجنوبية بشكل عام. كما أن هناك الاتحاد الإسلامي السورينامي، وهو يخص الإندونيسيين ويقوم أيضا بالاهتمام بالمساجد والتعليم، وهناك جمعية إمداد الإسلام وأهل السنة وجمعية شافعي تيجه وجمعية سورينام الإسلامية ورابطة سورينام الإسلامية وغيرها. وقد بدأ الاتجاه إلى توحيد الهيئات الإسلامية عامة بسورينام. ولقد أنشأت الجالية الإسلامية في تلك الدولة مركزا إسلاميا أسهمت فيه أطراف عدة بما فيها هولندا. ((انتهى)) حازم عبده/ ح ص

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى