نواكشوط (يونا) – اختتمت اليوم الخميس أعمال ورشة عمل حول تدريب القيادات الدينية الإفريقية على استعمال الإعلام الجديد لتوعية الشباب بمخاطر الإرهاب والتطرف والغلو التي عقدتها الإيسيسكو بالتنسيق مع اللجنة الوطنية السينغالية لليونسكو والإيسيسكو في مدينة دكار يومي 26 – 27 سبتمبر الجاري، وشارك فيها أئمة ودعاة من عدد من الدول الإفريقية الأعضاء في الإيسيسكو الناطقة باللغة الفرنسية. وأكد المشاركون في الورشة على أهمية توظيف تكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديدة للتواصل مع الشباب، والتعريف بالثقافة الإسلامية وبقيم الوسطية والاعتدال بأساليب متطورة. ودعا المشاركون في الورشة إلى مراجعة مضامين البرامج الدينية التي تقدم في وسائل الإعلام الجماهيرية من تلفزيون وإذاعة في المجتمعات الإفريقية، بالتركيز على استعمال اللغات المحلية، والتعريف بالأبعاد الاستراتيجية والثقافية والحضارية والسياسية للحملات المغرضة التي تسعى إلى تشكيك المسلمين بإفريقيا في الدين الإسلامي. وأوصوا بدعم جهود الأئمة والدعاة من طرف الجهات الحكومة الوصية والمنظمات الإسلامية المعنية من خلال عقد دورات تدريبية في مجال تقنيات التواصل عبر خطب الجمعة والدروس الدينية عبر الإذاعة والتلفزة، واستعمال تقنيات الإعلام الجديد مثل الفايسبوك، وتويتر، وإنشاء مجموعات في الوتساب، وشبكة الأئمة والدعاة من أجل السلم والتعايش ونبذ الكراهية في إفريقيا. وطالبوا من الإيسيسكو ومنظمة التعاون الإسلامي إشراك الأئمة والدعاة في تنفيذ الاستراتيجية الإعلامية للتصدي لـلإسلاموفوبيا، ونشر ثقافة الحوار والتسامح. ودعا المشاركون في الورشة إلى تعزيز الحوار مع اتباع الأديان السماوية الأخرى في إفريقيا في إطار لقاءات لتوفير عوامل التعايش والاحترام المتبادل والعمل سويا من أجل الحد من الكراهية والتعصب الديني، والمساهمة في التنمية المستدامة للمجتمعات الإفريقية. ونوه المشاركون في الورشة بجهود الإيسيسكو المبذولة في مجال الإعلام والاتصال وتكوين الأئمة داخل العالم الإسلامي وخارجه، لمحاربة الإسلاموفوبيا، والتعريف بقيم الإسلام السمحة، والتصدي لخطاب التظرف والغلو. ودعا المشاركون الإيسيسكو إلى تنظيم مثل هذه الورشة في جميع الدول الأفريقية الأعضاء لتمكين أكبر عدد ممكن من الأئمة والدعاة من المساهمة في تحصين الشباب والمجتمعات الإسلامية الأفريقية من مخاطر التطرف والغلو والطائفية وتحقيق الأمن الروحي وتوفير الظروف المناسبة لتنفيذ برامج التنمية المستدامة. وطلبوا من الإيسيسكو واتحاد جامعات العام الإسلامي العمل على إدراج وحدة دراسية في مناهج كليات الشريعة والدراسات الإسلامية الأفريقية، تخصص لتكوين الطلبة في مجال معالجة الصور النمطية المسيئة للإسلام، ونشر ثقافة السلم والعدل والوسطية والاعتدال، وتخصيص منح دراسية للشباب الأئمة والدعاة للتخصص في مناهج الخطابة المعاصرة. وندد المشاركون في الورشة بالمخططات الطائفية التي تستهدف المجتمعات الإسلامية الأفريقية، وتسعى إلى بث التفرقة بين المذاهب الإسلامية والإساءة إلى الصحابة رضوان الله عليهم، وترويج أفكار معتقدات وطقوس غريبة عن الإنسان الإفريقي المتشبع بقيم الإسلام الوسطي والمعتدل. وأوصوا الإيسيسكو بعقد ملتقى إقليمي لوسائل الإعلام الدينية لتنسيق الجهود ووضع خطط عمل لتوحيد الخطاب الديني الوسطي المنفتح على قيم الكونية المشتركة. وأكدوا أهمية العناية بإعداد وتقديم البرامج الدينية في وسائل الإعلام في برامج التكوين في معاهد الصحافة في الدول الأفريقية، وفي مراكز الإيسيسكو الإقليمية للتدريب والتأهيل الإعلامي. وأعلن المشاركون في الورشة عن إطلاق النواة الأولى لشبكة الدعاة والأئمة في أفريقيا عبر مجموعة في الواتساب تحت اسم (وادع إلى سبيل ربك بالحكمة) وذلك بهدف تبادل المعلومات والخبرات والاستشارات من أجل تطوير العمل الدعوي لخدمة قيم المواطنة والحوار ونبذ العنف والتطرف. (انتهى) ص ج
2 دقائق