أخبار الاتحاد

منتدى رابطة العالم الإسلامي و”يونا” يناقش استراتيجيات تعزيز المسؤولية الأخلاقية للإعلام الدولي

جدة (يونا) – ناقش خبراء إعلاميون ومفكرون وقادة دينيون المسؤولية الأخلاقية المناطة بوسائل الإعلام الدولي في التعاطي مع الاحداث الدولية المعقدة والقضايا ذات الأبعاد الثقافية والدينية الحساسة.

جاء ذلك خلال المنتدى الدولي: “الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف (مخاطر التضليل والتحيز)” الذي انطلقت أعماله الأحد (26 نوفمبر 2023) في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، برعاية وحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ومعالي المشرف العام على الإعلام الرسمي في دولة فلسطين، الوزير أحمد عسَّاف.

ويأتي عقد المنتدى ضمن الشراكة الوثيقة التي تربط الأمانة المساعدة للاتصال المؤسسي في رابطة العالم الإسلامي، واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، الذي يمثِّل جهازًا متخصصًا مستقلًا، في إطار الأهداف المشتركة لهما.

وخلال الجلسة الثالثة للمنتدى التي عقدت تحت عنوان “المسؤولية الأخلاقية في الإعلام الدولي”، تحدث نائب المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية اليزيد بوالنح عن أهمية دور التدريب والتكوين في غرس المعايير والضوابط الأخلاقية لدى الصحفيين.

وشدَّد بوالنح على أهمية الجانب التشريعي في تعزيز المسؤولية الأخلاقية في وسائل الإعلام، وضرورة تعزيز العلاقات والأنشطة المشتركة بين القطاعات الإعلامية والقانونية في هذا الصدد.

واستعرض جانباً من تجربة الجزائر في هذا المجال، بما في ذلك دستور 2020 الذي ينص في ديباجته على “جعل الجزائر في منأى عن الفتنة والعنف وعن كل تطرف، وعن خطابات الكراهية وكل أشكال التمييز”، بالإضافة إلى العديد من القوانين في مجال الصحافة والإعلام.

من جانبه، أكد الباحث والمفكر الإسلامي جوهانس كلومنك (عبدالله السويدي) في مداخلته أنه يجب على الإعلاميين استشعار المسؤولية الأخلاقية العظيمة عندما يمارسون مهنتهم.

وتطرَّق كلومنك إلى أهم القيم التي ينبغي أن يتسم بها الصحفي، وهي الأمانة بحيث يكون أميناً في أداء الأخبار وتحليلها ولا يكون متحيزاً ولا مضللاً ولا مؤججاً للكراهية، والصدق حيث يجب على كل إعلامي التحلي بالصدق فيما يقول وفيما يكتب وفيما ينشر.

ووفقاً لكلومنك، تشمل هذه القيم أيضاً الشجاعة والصدع بالحق، والعدل، والتبين والتحقق من الأخبار قبل نشرها لا سيما في ظل تفشي التضليل الإعلامي وانتشار تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وما تتيحه من إمكانيات التزييف العميق.

بدوره، أوضح المدير العام لوكالة الأنباء الموريتانية مختار ملل جا أنَّ خطاب التحريض على الكراهية والعنف يشكل خطورة بالغة على السلم الأهلي، لافتاً إلى أنَّ الشواهد كثيرة على الأزمات المجتمعية الحادَّة التي عصفت بشعوب ودول بسبب ضلوع وسائل إعلام تضليلية ومنحازة في تأجيج مشاعر البعض ضد البعض الآخر.

وأضاف أنَّ الذاكرة الجمعية الإفريقية لم تنس بعد ما حصل من إبادة جماعية في إحدى دول شرق القارة منتصف تسعينات القرن الماضي وذلك بسبب الحرب التي أذكت فتيلها وسيلة إعلام محلية حرضت بشكل علني على التقتيل والتنكيل لتصل الحصيلة إلى 800 ألف قتيل.

ودعا الإعلاميين إلى أن يجعلوا من أنفسهم رقباء على ما يعرضون ويكتبون حتى لا نعيش في دوامة من التخبط واللا مصداقية التي تضر بكيان الدولة وتنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع.

وقال الرئيس التنفيذي لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) علي نادري في مداخلته إنَّ الإعلام الذي يقدر القيم الأخلاقية كالصدق والحياد وتجنب التمييز العرقي والديني لن يشجع أبداً على العنف والكراهية، مشيراً إلى أنه لهذا السبب تعتمد كثير من وكالات الأنباء مدوناتٍ أخلاقية لضمان الحياد في عملها، وتجنب التمييز بمختلف أشكاله.

وقدَّم معاون مدير وكالة الأنباء العراقية علي جاسم محمد السعدي عدداً من القواعد المهنية لتعزيز مسؤولية الإعلام ومكافحة المحتوى التحريضي، بما في ذلك الالتزام بالدقة والنزاهة، والتمسك بالمصداقية، وتجنب الأخبار المضللة، والامتناع عن نشر المحتوى الذي يحرض على العنف، وتفادي تعميم تصرفات الأفراد على المكونات الاجتماعي أو ربط الأحداث ذات البعد الجنائي بالخلفيات الدينية.

وقال نائب رئيس تحرير وكالة الأنباء الوطنية الأوزبكية أوتيكر عليموف إنَّ هناك حاجة إلى استراتيجية جديدة لمواجهة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، التي تتزايد بشكل غير مبرر في الفضاء الإعلامي، وخاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً في هذا الصدد إلى ضرورة تحسين الاتصال الداخلي والإدارة، وإقامة علاقات مع الجمهور الخارجي بطريقة منهجية.

وشدد عليموف على ضرورة عمل وسائل الإعلام الدولية معاً للقضاء على أيديولوجية الكراهية ضد الناس، وتعزيز السلام والأمن، وحماية حقوق جميع الناس في العالم وتمكينهم.

ودعا الدكتور أسامة زايد نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية في مصر إلى إيجاد مدونة أخلاقية ومهنية للحد من انتشار خطاب الكراهية في وسائل الإعلام، وإتاحة ضبط الأداء المهني الصحفي والإعلامي وإمكانية محاسبة الإعلاميين على التجاوزات والممارسات غير المناسبة.

وشدَّد كبير المراسلين في وكالة سبوتنيك للأنباء أحمد عبدالوهاب على أنه ينبغي معالجة موضوع المسؤولية الأخلاقية للإعلام الدولي بصورة شاملة تتضمَّن أوضاع الصحفيين وضرورة دعمهم وتمكينهم من القيام بواجبهم المهني في ظل التحديات التي تواجههم.

يذكر أنَّ المنتدى شهد مشاركة عددٍ من الوزراء والقيادات الإعلامية الإسلامية والدولية، ونخبة من السفراء والشخصيات الدينية والفكرية والحقوقية وقادة المنظمات الدولية.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى