منظمة التعاون الإسلامي

​جيبوتي عين ساهرة على الثغر الجنوبي للبحر الأحمر تحتفل بيومها الوطني

جدة (يونا) – يحتفل شعب جيبوتي الذي تقف بلاده عيناً ساهرة على الثغر الجنوبي الغربي للبحر الأحمر قبالة باب المندب، لتسهم بشكل كبير في حفظ الأمن واستقرار حركة الملاحة الدولية في هذا الممر الملاحي الدولي بالغ الأهمية، اليوم 27 يونيو، بيومه الوطني، حيث تحيي البلاد ذكرى يوم الاستقلال عن الحكم الفرنسي عام 1977. وجيبوتي ركن أساس بمنطقة القرن الأفريقي، تقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، وتحدها إرتريا من الشمال وإثيوبيا من الغرب والجنوب والصومال من الجنوب الشرقي، فيما تطل شرقا على البحر الأحمر وخليج عدن. وعلى الجانب المقابل لها عبر البحر الأحمر في شبه الجزيرة العربية اليمن التي تبعد سواحلها نحو 20 كيلومترا عن جيبوتي. ويمثل المسلمون ما نسبته 94% من سكان جيبوتي، وقد دخل الإسلام جيبوتي في العهود المبكرة من الدعوة الإسلامية عن طريق التجار العرب ولا يزال الكثير من سكانها من أصل عربي خالص كالعمانيين واليمنيين، والباقون يتحدرون من أصل عربي إفريقي، ومن أشهر قبائل العرب المنتشرة هناك قبائل القومية العفرية وقبيلة العيسى. تقدر مساحة جيبوتي بنحو 23 ألف كيلومتر مربع، فيما يقدر عدد سكانها بنحو 864.000 نسمة، وعاصمتها مدينة جيبوتي. ويعتبر قدماء المصريين أول من أقام علاقات مع هذا الجزء من العالم، إذ أن أول بعثة مصرية بحرية إلى هذه المنطقة كانت في الألف الثالث قبل الميلاد خلال حكم فرعون مصر بيبي الأول، إلا أن علاقات القرن الأفريقي مع جنوب غرب شبه الجزيرة العربية أكثر ثباتاً وقوة، فقد نزحت قبائل سامية من جنوب الجزيرة العربية في موجات متعاقبة عبر البحر الأحمر، فانصهرت ونتج عن ذلك حضارة أكسوم، منهم عرب الجزيرة العربية وخاصة عرب اليمن وحضرموت وعمان، استطاعوا أن يعبروا مضيق باب المندب، وأن يكتشفوا البلاد الواقعة إلى الجنوب من هذا المضيق. بدأ الكفاح الشعبي بجيبوتي يتخذ شكلاً منظماً في سنة 1945م، حينما انتخب محمود حربي رئيساً لفرع حزب وحدة الشباب الصومالي في جيبوتي. وفي عام 1947 م، أنشأ أول نقابة للعمال وانتخب رئيساً لها، وكانت هذه النقابة تضم جميع الأيدي العاملة إلى جانب العناصر المستنيرة، وقد أصبحت هذه النقابة قوة سياسية لها اعتبارها، وأخذت تنمو وتتسع حتى تألف منها حزب الاتحاد الجمهوري الذي نادى باتحاد جميع أجزاء الصومال في جمهورية واحدة. وفي سنة 1958، تولى الرئيس الفرنسي شارل ديجول السلطة في فرنسا، ووضع دستوره الجديد الذي أعلن فيه أن من حق أية مستعمرة فرنسية ترفض هذا الدستور أن تحصل على الاستقلال. وعندها قاد محمود حربي حملة دعاية واسعة النطاق ضد دستور ديجول، انزعجت السلطات الفرنسية المحلية في الصومال وفي فرنسا ذاتها، وحاولت السلطات الفرنسية استمالته بشتى الوسائل لوقف حملته ضد دستور ديجول ولكنه رفض. وفي سنة 1975 بدأت الحكومة الفرنسية، تتلقى عدة مطالبات باستقلال الإقليم ثم تم إجراء التصويت على الاستقلال في مايو 1977 م، وتم تأسيس جيبوتي في 27 يونيو 1977 م. وتنقسم جيبوتي إلى مجموعتين عرقيتين رئيسيتين همّا قومية العفر والصومالية. البقية من السكان يتكونون من أوروبيين (معظمهم فرنسيون وإيطاليون)، عرب وإثيوبيين. ويرتبط اقتصاد جيبوتي بتجارة الترانزيت ونشاط الخدمات، معتمدة بذلك على موقعها الاستراتيجي المشرف على باب المندب وكونها منطقة تجارة حرة، وتقوم في جيبوتي مشروعات صغيرة الحجم مثل منتجات الألبان وتعبئة المياه المعدنية والملح. ويشكل قطاع الصناعة 21% من الناتج القومي، وتمثل الفواكه والخضراوات أهم المنتجات الزراعية. وتوجد فيها ثروة حيوانية من الأغنام والماعز والإبل. وتمثل عوائد الزراعة نحو 4% من الناتج القومي. وتنضمّ جيبوتي لعضوية العديد من المنظمات الدولية، ومن بينها جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومؤسسة التمويل الدولية. ((انتهى)) حازم عبده/ ح ص

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى