الثقافة والفنون

مسؤولون وخبراء يبحثون في الجزائر التحديات الراهنة للإعلام ويشيدون بتعاطي الإعلام الجزائري مع القضية الفلسطينية

الجزائر (يونا/ واج) – أشرف وزير الاتصال الجزائري محمد لعقاب يوم السبت بالجزائر العاصمة على افتتاح فعاليات ندوة فكرية حول “الإعلام والتحديات الراهنة”، وذلك في إطار الاحتفالية الخاصة باليوم الوطني للصحافة.

وتضمن برنامج هذه الندوة المنظمة بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون عدة مداخلات وكذا ورشات حول الصحافة الورقية وإشكالية الطباعة، الصحافة الإلكترونية.. تحديات ورهانات، دور سلطات الضبط في الارتقاء بالعمل الصحفي وأخلاقيات المهنة وحرية الصحافة..تكامل وتنافر.

وحضر فعاليات هذه الندوة الفكرية، إطارات سامية في الدولة، وشخصيات وطنية وأعضاء من الحكومة، وممثلون عن عدة قطاعات وزارية و هيئات رسمية.

كما حضر هذه الفعاليات السفير الفلسطيني بالجزائر وشخصيات عربية وإفريقية، وممثلون عن البرلمان والمجتمع المدني وكذا المؤسسات الإعلامية.

وأكد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، محمد بن عبد ربه اليامي خلال مشاركته في أعمال الندوة “حرص الاتحاد على النهوض بقطاع الإعلام  وتعزيز الاتصال والتواصل بين الدول الأعضاء ومع العالم، إلى جانب تنمية العنصر البشري واستلهام قيم الاسلام في التعايش والانفتاح على العالم”.

وأشاد العديد من المشاركين في الندوة بتعاطي الإعلام الجزائري مع مجمل القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأكد المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية سليمان عبد الرحيم على “الدور المهم للإعلام في ظل التحديات الراهنة على الساحتين العربية والدولية، وهو يقوم بمهمته في التوعية ونشر الحقيقة، خصوصا في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت الباب أمام التشويش ونشر الأخبار الزائفة”.

ولفت في ذات السياق إلى “أهمية استخدام وسائل الاعلام للتكنولوجيا الحديثة والوسائط الاجتماعية وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية لضمان تسويق مادتها الاعلامية في إطار المنافسة الدولية”.

وبخصوص العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، نوه عبدالرحيم بدور الإعلام العربي وفي مقدمته الاعلام الجزائري في “نقل الصورة البشعة للاحتلال وفضح المجازر التي يرتكبها يوميا في حق الشعب الفلسطيني”، داعيا إلى “سن قوانين دولية صارمة لحماية الصحفيين من العنف والتقتيل”.

وفيما يتعلق بنشاط الاتحاد خلال هذه الفترة، أوضح أن “أخبار فلسطين تحوز على النسبة الاكبر من التغطية والمتابعة بالاعتماد على المراسلين وأيضا بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية وكذا استخدام الوسائط الاجتماعية”.

من جهته، حذر مدير العلاقات الدولية باتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الاسلامي, أحمد المرتضى عبدالحميد من الاعلام المضلل الذي أصبح –مثلما قال– “يرى بعين واحدة ولا يشاهد كل الجرائم التي تحدث في غزة”، مشددا على دور إعلام دول المنظمة في “نقل الحقائق، خاصة فيما يتعلق بغزة”.

وبعد أن أكد أن القضية الفلسطينية “محورية” بالنسبة للاتحاد، ذكر بتنظيم عدة ندوات حول المجازر المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، كما كشف عن فتح مكتب له في رام الله مهمته “نقل الأخبار والحقائق لمواجهة التزييف الغربي من خلال التواصل مع الاذاعات الافريقية والاوروبية”.

كما أكد مشاركون في الندوة على أهمية ضمان التكوين الدائم والمتواصل للصحفي بما يتماشى والتطور التكنولوجي من خلال تنظيم ورشات تدريبية وادراج برامج حول كيفية استخدام وسائل الاتصال الحديثة.

وفي مداخلته خلال الندوة، لفت عميد كلية الإعلام  بالجامعة الأمريكية بدولة الإمارات العربية المتحدة، محمد قيراط إلى أن ممارسة العمل الاعلامي “لم يعد ممكنا بالطرق التقليدية في ظل التطور التكنولوجي الحاصل الذي ساهم في سرعة نقل المعلومة وتعددها”.

وأضاف أن مقومات الاعلام الناجح “تستوجب التكوين الدائم والمتواصل للصحفي بما يتماشى والتطور التكنولوجي”.

وحذر قيراط مما وصفه بـ”حياد الإعلام عن دوره الحقيقي في تنوير الرأي العام ونقل الحقيقة بشفافية ومصداقية”، مؤكدا “اهمية الاستثمار في قطاع الاعلام لما له من أهمية في إعطاء صورة حقيقية عن البلد وحمايته من كافة أشكال حروب الجيل الجديد”.

وفي ذات السياق، دعا إلى “تنظيم ورشة عمل خاصة بالإعلام الدولي باشراك خبراء ومختصين، وإدراج برامج إعلامية للنهوض بالقطاع مع رصد ميزانية للتكوين الميداني والمتواصل”.

وفي مداخلته بالمناسبة، أكد المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، سليمان عبد الرحيم، أن الاتحاد بلغ مرحلة التمويل الذاتي بعيداً عن مساهمات الدول العربية، ويقوم بدوره في “توفير التبادل ليشمل جميع أنحاء العالم, ومواجهة الهيمنة الرقمية العالمية”.

وأعلن في ذات الإطار عن “تخصيص بث إذاعي مستمر لتغطية الأحداث في غزة مع تخصيص إحدى قنوات الاتحاد لبث التلفزيون الفلسطيني للأخبار والبرامج ومواكبة التطورات الحاصلة في القطاع”.

وقد تم خلال الندوة تكريم مجموعة من المؤسسات الاعلامية، من بينها وكالة الأنباء الجزائرية، بمنحها شهادة “الريادة الإعلامية”، إلى جانب مجموعة من الصحفيين بشهادة “التميز الإعلامي” نظير جهودهم طيلة مسارهم المهني وكذا استذكار إعلاميين وافتهم المنية وتركوا بصمتهم في عالم الصحافة الوطنية.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى