الثقافة والفنون

رواية حي بن يقظان في اليوبيل الذهبي للسفارة الفرنسية بالكويت

الكويت (إينا) ـــ استضافت دار الآثار الاسلامية بالكويت الليلة الماضية محاضرة حول مساهمة أحد أشهر الفلاسفة المسلمين في الفكر الأوروبي وذلك في اطار احتفال السفارة الفرنسية في الكويت باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وناقشت المحاضرة التي ألقاها أستاذ الدراسات العربية والفلسفة بالمدرسة العليا في مدينة ليون الفرنسية مكرم عباس فكر الفيلسوف الأندلسي العربي المسلم ابن طفيل وروايته الشهيرة (حي بن يقظان). وتحكي الرواية التي تعتبر أول رواية مكتوبة باللغة العربية وأنجزت في القرن الثاني عشر قصة طفل ربته الحيوانات على جزيرة نائية لا اتصال فيها مع البشر، وتشرح الرواية كيف عاش الطفل طوال حياته في رحلة اتسمت بنوع من الاستقلالية والتعلم الذاتي على الأدوات والمهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. وفي وقت لاحق وعقب وفاة والدته وهي غزال يخوض بطل الرواية رحلة علمية تهدف إلى اكتشاف الأسباب وراء وفاتها حيث يقيم خلال تلك الفترة أول اتصال له مع إنسان وهو شخص مسافر كان يمر بالجزيرة ومن خلال التعامل معه يتعلم بأن الممتلكات المادية هي مجرد انحراف عن الأدوات الضرورية لحياة كريمة. وخلال القرنين الـ 17 والــ 18 ترجمت الرواية الى العديد من اللغات الأوروبية فكان لها الأثر الكبير على الفلاسفة والروائيين والمفكرين الأوروبيين وعلى عدد من أعمالهم لعل أبرزها رواية (روبنسون كروزو) الانجليزية الشهيرة للكاتب دانيال ديفو ولاحقا رواية (طرزان القردة) للكاتب الأمريكي إدغار رايس بوروز. وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية كونا قال الدكتور مكرم عباس انه كان لهذه الروايات نفس المفهوم تقريبا حيث انها انطوت على طفل متوحش يتربى على جزيرة معزولة دون مرشد ويلي ذلك وصول الشخص الذي سيعلمه لاحقا (مهارات الحياة)، وأوضح عباس ان الرواية بنيت على فكرة أن العقل هو الخلاص الوحيد من الصراعات وأن الدماغ البشري لديه بالفطرة القدرة على مساعدة الناس للوصول إلى أعلى درجات المعرفة. وذكر ان العمل كان موضع تقدير كبير من فلاسفة القرن الــ 18 من أمثال لوكي وليبنيز وروسو وفولتير معتبرا ان الرواية شكلت مساهمة كبيرة من الاسلام في مدارس الفكر الأوروبية بالعصر الحديث، وحضر المناسبة مستشار الشؤون الثقافية والتعاون في السفارة الفرنسية لدى دولة الكويت فرانسوا بروسار إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والأكاديميين. (انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى