المغرب : خزانة القرويين بمدينة فاس تستعيد بريقها بعد أربع سنوات من الترميم

الرباط ( إينا) – أشرف العاهل المغربي ، الملك محمد السادس ، أمس الأربعاء ( 15 يونيو 2016) على افتتاح خزانة الكتب بجامعة القرويين بمدينة فاس المغربية ، بعد استكمال أشغال الترميم والتجديد التي خضعت لها والتي دامت أربع سنوات . وتضم هذه الخزانة ، التي تأسست في القرن الثامن للهجرة ، والتي اقترن اسمها دائما بجامع القرويين ، نفائس ثمينة من التراث المكتوب والمخطوطات القديمة إلى جانب رصيد من الوثائق النادرة التي لا يوجد بعضها إلا بين رفوف هذه الخزانة العريقة. وتغلب على مخطوطات خزانة القرويين المواضيع المرتبطة بالعلوم الشرعية حيث تتوفر على العديد من المصاحف والتفاسير وكتب الفقه والحديث والأصول إلى جانب مخطوطات تشمل عدة تخصصات منها الطب والرياضيات والجبر وعلوم الفلك والفلسفة والشعر والأدب والتاريخ والسير والرحلات وغيرها من الفنون. وحسب العديد من الدراسات والأبحاث فإن هذا الخزانة ، التي عرفت على مر القرون العديد من عمليات الترميم والتوسيع والإصلاح ، تشتمل على حوالي 4000 مخطوط مفهرسة بطريقة إلكترونية علمية وحديثة. ومن بين الذخائر النادرة من المخطوطات التي توجد في رفوف خزانة القرويين مصحف كريم نادر يعود إلى نهاية القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث مكتوب بماء الذهب على رق الغزال بخط كوفي قديم .ولا توجد أية نسخة مطابقة لهذا المصحف الكريم في أية خزانة أخرى سواء داخل المغرب أو خارجه. كما تضم الخزانة بين رفوفها نسخة فريدة من كتاب العبر لابن خلدون الذي حبسها شخصيا على خزانة القرويين حين كان يقيم ويدرس بمدينة فاس .وميزة هذه النسخة أنها ممهورة بتوقيعه بخط يده .وقد تم اختيار هذا المخطوط من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) ضمن التراث العالمي الإنساني . وتضم هذه الخزانة أيضا مخطوطا نادرا عبارة عن أرجوزة طبية كتبها ابن طفيل وهي النسخة الوحيدة المعروفة في العالم لهذا المفكر والفيلسوف والطبيب التي كتبها بطريقة رجزية وضمنها من خلال أبيات شعرية وصفا لمختلف الأمراض والأسقام التي كانت معروفة في عصره وأعراضها وطرق ووسائل علاجها. كما تزخر هذه المعلمة التاريخية والحضارية بنفائس أخرى من المخطوطات من بينها مخطوط لكتاب ابن رشد البيان والتحصيل ، وهي نسخة سلطانية فريدة وجميلة جدا مكتوبة على رق الغزال ومذهبة ، بالإضافة إلى إنجيل مكتوب باللغة العربية يعود إلى القرن 12 الميلادي ، إلى جانب مجموعة من المطبوعات الحجرية القيمة والنادرة والتي يقدر عددها بحوالي 600 مطبوع حجري. يذكر أن جامعة القرويين ، التي تأسست سنة 245 هجرية ، اعتبرتها موسوعة غينيس العالمية، كأقدم جامعة في العالم لا تزال تمارس دورها الأكاديمي. ( انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى