الشيخ الشريف مقرئ المسجد الأقصى في التسعين ولازال صوته يتماذج في فضاءات الأمة

عمان (إينا) – تسعون قنديلا وربيعا مرت من عمر مقرىء المسجد الأقصى المبارك والمسجد الابراهيمي السابق الشيخ محمد رشاد الشريف ، الذي أمضى جل وقته في جنبات بيوت الله يبحث في علوم قراءات القرآن والدين ، حيث تتلمذ على يد أحد شيوخ الازهر علوم قراءات القرآن الكريم ، وهو الشيخ حسين ابو سنينة الذي اجازه بقراءتي حفص وورش بالسند المتصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .وبعد ان كان الشيخ الشريف مقرىء المسجد الاقصى المبارك أصبح امام ومؤذن مسجد الملك عبدالله المؤسس في عمان ، ليخلفه ابنه الشيخ معروف اماما لمسجد الملك عبدالله المؤسس، وهوالذي قال عنه الشيخ محمد رفعت عندما كان يقوم بتلاوة القرآن من اذاعة القدس عام 1941 انني استمع الى محمد رفعت الثاني من فلسطين ، ومن خلال اوتار صوته وهو يقرأ القرآن اتقن ببراعة سلمه الموسيقي وقراراته والجواب وجواب الجواب ، وتمكن من تمييز اللحون بعضها من بعض وعلاقة بعضها ببعض علاقة البيات بالحجاز وهذا بالراست ثم الجركا والعجم والسيكا ومن قبلها النهاوند، لانه يعرف ان كل لحن من هذه الالحان يعبر عن معاني خاصة في القرآن . والشيخ الشريف الذي درس علوم القران في جامعة الخليل ودور القرآن استطاع ان يجتهد وان يتقن بكل براعة علوم القرآن وان ينقل المستمع ليعيش المعاني بحسن الاداء ، بصوته الجميل والذي يجمل التلاوة والقراءة ، معتبرا ذلك أمرا وجدانيا أدركه باحساسه المرهف في بواكير حياته ، وساهم بصوته الحسن بالتأثير على مستمعيه ، وهو الذي تدرب على ايدي اساتذة في العالم الاسلامي من المشاهير، ومكنه ذلك من اجادة كل القراءات للقرآن الشريف واجادة ظهور الحروف عند النطق بها . ويصف وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داوود صوت الشيخ الشريف بالندي العذب، معتبرا اياه وفق ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية مدرسة من المدارس المتقدمة في علوم قراءات القرآن الكريم على مستوى العالم الاسلامي . واضاف بأنه مصدر اعتزاز وفخر للاردن لتلاوته وترتيله وسيرته الدينية الطيبة، حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد رفعت ومثل قيمة عربية كجسر ورابط روحي ما بين الاقصى وعمان ، وبانه صاحب مدرسة ايمانية في الاردن انشئت على التقوى وحب القرآن الكريم وتعليم علومه تخرج منها مئات التلاميذ على مستوى الاردن والعالم العربي والاسلامي . وبحسب امام مسجد الملك المؤسس معروف الشريف فان الشيخ محمد رشاد حفظ القرآن الكريم وتلقى قراءته واحكامه على يد الامام الشيخ حسين ابو سنينه الذي يعتبر من ائمة القراءة في العالم الاسلامي ، حيث اجازه بالقراءة والاقراء بروايتي حفص وورش ، وفيما يتعلق بالاداء وأسلوب القراءة فهو عن امام المقرئين في القرن العشرين الشيخ محمد رفعت رحمه الله . ويقول احد تلاميذه الشيخ ابراهيم احمدابو شرحبيل أن العلامة وشيخ المقرئين المعاصرين محمد الشريف يعتبر اكاديمية علمية اسلامية، فهو بصوته الجميل يشعرك أنه يفسر القرآن تفسيرا ، ويجيد كل مخارج الحروف وصفاتها ، وقد رتل القرآن الكريم ترتيلا قل مثيله في عصره. والشيخ الشريف وفق وكالة الأنباء الأردنية لا يزال بكل همة واقتدار يواظب على الصلاة في مسجد الملك عبدالله المؤسس في عربة يدفع بها الإمام معروف الشريف، وبعد كل صلاة يأتيه المحبون لالتقاط صور تذكارية تذكر بهذا المقرئ الاسلامي، الذي لا يزال صوته الجهوري يتمازج في فضاءات الوطن والامة، ولا تزال بصماته معلقة في سماء المسجد الاقصى المبارك . وسجل الشيخ الشريف القران العظيم كله في دار الاذاعة الاردنية الهاشمية، حيث تم توزيع مصحف المسجد الاقصى المرتل بصوته ، واعد كتابا لاحكام التجويد وساهم في كتب اللغة العربية للمناهج للصفوف الاساسية، ويعتبر شاعرا واديبا وخطاطا يتقن خط الرقعة والثلث والفارسي واستخدم في كتابه خط الرقعة في تعليم الأطفال مستندا على الطرق الصحيحة في عملية التعليم للأطفال الصغار مبتدئا من الحرف ثم المقطع ثم الكلمة ومن ثم الجملة. (انتهى) ح ش

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى