عيد الفطر في موريتانيا: فرحة وتسامح

نواكشوط (إينا) – تبدأ مظاهر عيد الفطر في موريتانيا أسبوعا قبل العيد، حيث تبدأ الأسر بشراء حاجيات ومستلزمات العيد من ملابس وهدايا وذبائح. كما تشهد صالونات الحلاقة والحناء وتصفيف الشعر إقبالا كبيرا عشية العيد، لأن بنات حواء الموريتانيات يحرصن على الظهور بأبهى حلة في أيام العيد. ومن العادات الاجتماعية التي يعض عليها الموريتانيون بالنواجذ ما يعرف ب الْوَاجِبْ وهو مبلغ نقدي يرسله الرجل لأصهاره قبل العيد بيوم أو يومين، وبالمقابل تشتري المرأة ملابس العيد لعائلة زوجها، شرط أن يكونوا معهما في حيز جغرافي واحد. وفي الصباح الباكر ليوم العيد يقوم الناس بدفع زكاة الفطر المعروفة محليا ب الفَطْراتْ مواساة للفقراء والمساكين، ثم يرتدي الرجال والنساء والأطفال جديد ملابسهم قبل ذهابهم إلى الساحات الكبرى وباحات المساجد لأداء صلاة العيد، وفور انتهاء الصلاة يسامح بعضهم بعضا، بعد ذلك يذهب كلٌّ إلى أهله استعدادا للزيارات العائلية. وطيلة أيام العيد الثلاثة يتبادل الناس التهانئ والتبريكات مثل (عيد سعيد) و(السِّماحْ)، و(امْبارك العيد) ويرد عليهم الذين يتلقون التهانئ ب (امبارك اعْلِينَا واعْليكم إنْشاء الله). ويحرص جل الموريتانيين على ذبح شاة في هذا اليوم يتصدق ببعضها على المحتاجين، ويعدّ منها المشوي وهو طبق رئيسي تتفاخر الأسر في إعداده في مثل هذه المناسبات. وللأطفال فرحة خاصة بالعيد حيث يلبسون ملابسهم الجديدة الزاهية ويتجولون بين جيران الحي والأهل والأقارب يطلبون إنـْديوْنَ، وهي هدية نقدية تعطى للأطفال لإدخال الفرحة والبهجة في نفوسهم، وحين يحصلون على مبالغ مالية ينفقونها في الألعاب النارية وشراء ما لذ وطاب من الحلويات في فضاءات الترفيه. وفي المساء تبدأ رحلة الزيارات للأهل والأقارب والجيران، صلةً للرحم وطلباً للسماح والصفح، وتستمر هذه الزيارات ثلاثة أيام متتالية في جو مفعم بالبهجة والسعادة والتراحم والتآخي وتصالح القلوب. (انتهى) صالح بن المامي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى