رمضان في الأردن.. موائد الإفطار عائلية

عمّان ( اينا ) – يحتفل الأردنيون سنوياً كغيرهم من المسلمين بقدوم شهر الصوم والغفران ويزينون شرفات بيوتهم ومداخل منازلهم وبناياتهم احتفاءً وابتهاجاً برمضان . ويبدأ الناس منذ يوم الصيام الأول بتنظيم حياتهم تبعاً لتوقيتات فترة الإفطار وصلاة التراويح ووجبة السحور ومنهم من يتابع السهر ولا ينام في ليالي رمضان، خاصة وان العطلة الصيفية للمدارس باتت تتزامن منذ ثلاثة أعوام مع الشهر الفضيل الأمر الذي يتيح للطلبة السهر ويريح الأهالي من عناء ايصال الطلبة الى المدارس . وكثير من الأردنيين من الموظفين بات يؤخر إجازته السنويه لتتزامن مع رمضان وعطلة المدارس مما يتيح المجال لأعداد كبيرة من الأردنيين للسهر في ليالي رمضان و النوم بعد تناول السحور وأداء صلاة الفجر، الأمر الذي يشكوا منه الكثير من الناس و ينتقدونه في حين أن من يمارسون هذا النمط من السلوك يرونه الأكثر ملائمة لنمط حياتهم . ويقول المواطن محمد علي ( 61 عاما ) ان عادات وممارسات طرأت على شهر رمضان لم نعهد على ممارستها من قبل، ووصف هذه الممارسات بـ الدخيلة على مجتمعنا وعاداتنا خاصة تلك المتعلقة بالسهر طوال الليل والنوم في النهار معتبراً ذلك تغييراً في المألوف وخروجاً عن المعتاد في سلوك الناس وحياتهم . فيما اعتبر الشاب خليل محمد ( 23 عاما ) ان اجواء السهر في رمضان والنوم بعد الفجر تناسبه، خاصة وانه باحث عن عمل، وان حرارة الصيف مع الصيام تحد من حركته نهاراً، أما في حال حصوله على عمل فان الأمر حتما سيتغير . ومع بداية الشهر الفضيل تتغير طبيعة الدوام والحياة اليومية للناس وتصبح اكثر رتابة وانضباطا، وتقلل ساعات الدوام في الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات حيث حددت الحكومة ساعات الدوام في رمضان من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر عدا الدوائر التي يتطلب عملها غير ذلك، فيما تغلق المتاجر ابوابها وقت الغروب ثم تعاود فتح ابوابها لساعات متأخرة من الليل تمتد في اسواق المدن الى وقت السحور . ويهتم الأردنيون رجالاً و نساءً خلال الشهر الفضيل بصلاتي الفجر والتراويح و الحرص على تأديتهما في المسجد، حيث تذهب النساء لأداء صلاة التراويح مع أزواجهن و ذويهن و تفتح المساجد أبوابها و تجدد الإنارة فيها و تتهيأ لاستقبال المصلين في الشهر الفضيل، ومن هذه المساجد ما تؤدى فيها صلاة التراويح ثماني ركعات و منها ما تؤدى فيها 20 ركعة في إلتزام من الإمام و رواد المسجد، ومن هذه المساجد ما تحرص على ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح . و تقول الحاجة ام أحمد ( 57 عاماً ) أنها ترافق زوجها الى صلاتي الفجر والتراويح منذ سنوات وتحرص على حث اولادها واحفادها للالتزام بذلك . و يمارس الأردنيون في الشهر الفضيل عادات باتت بحكم الواجبات تجاه بعضهم البعض و ذلك بدعوة الأرحام من العمات والخالات و الأخوة و الأخوات و البنات لموائد الإفطار العائلية . و تقول الحاجة ام ايمن ( 66 عاماً ) انها وزوجها يحرصان في شهر رمضان من كل عام على دعوة الارحام من بنين وبنات واقارب لتناول طعام الإفطار في منزلهما، وأنها تقبل أيضاً دعوة اخوانها وابنائها واقاربها لتناول طعام الإفطار في منازلهم . و يحرص المسؤولون عن رعاية المساجد على تنظيم حلقات العلم و إلقاء الدروس الدينية فيها، و تتولى وزارة الأوقاف الأردنية تنظيم مجالس العلم في المساجد الكبيرة و دعوة الصائمين لحضورها . كما يعمد الكثير من الأردنين إلى إخراج زكاة أموالهم سنوياً في الشهر الفضيل و توزيعها على المحتاجين ، إضافة إلى ما تقوم به العديد من الجمعيات الخيرية والجهات الاخرى بإعداد طرود الخير و توزيعها على الفقراء و المحتاجين . ( انتهى ) محمد العمري

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى