العلوم والتكنولوجيا

احياء لذكرى العالم والمستعرب الأذربيجاني الجليل علي أصغر محمدوف

باكو (إينا) – يحيا الدوائر العلمية وطلاب وأساتذة اللغة العربية وآدابها في أذربيجان ذكرى يوم ميلاد العالم الأذربيجاني الجليل البروفيسور علي أصغر محمدوف مؤسس مدرسة لغوية معاصرة لتعليم اللغة العربية. ولد الأستاذ علي أصغر جعفر أوغلو محمدوف في بلدة كيشله بالعاصمة باكو في العاشر من أكتوبر عام 1919. شارك العالم الشهير كمترجم باللغة الألمانية والروسية في المحكمة العسكرية الدولية في نورنبيرغ خلال الفترة ما بين شهر ديسمبر عام 1945 وفبراير عام 1946 على مجرمي ألمانيا الفاشية وذلك بتوجيه من وزارة الخارجية السوفيتية. وكرس العالم معظم حياته لتعليم اللغة العربية وتحديث منهج تعليمي في مجال الاستعراب في أذربيجان وأسس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة باكو الحكومية وهذا لأول مرة في أذربيجان، وترأسه لمدة 29 عاما. كما أسس علي أصغر محمدوف قسم البلدان العربية في هيأة إذاعة وتلفزيون أذربيجان وساهم عن كثب في إنشاء جمعية الصداقة مع البلدان العربية. انتقل العالم الجليل إلى جوار ربه في 29 يناير عام 2000. له أكثر من 30 كتابا لتعليم العربية بالأذربيجانية والروسية. نظرا لإتقانه اللغات الإنجليزية والروسية والألمانية إلى جانب العربية، تمكن من إعداد منهاجية جديدة مقارنة لتعليم العربية مستفيدا من مناهج التعليم الأوربية والروسية والعربية. نتيجة لذلك، تمكن الطلاب الدارسون على أساس كتبه ومناهجه من إتقان العربية والنطق بها والترجمة كتابيا وشفهيا حتى في السنة الثالثة من دراستهم في الجامعة، والحال أن هذا كان ممكنا بعد أكثر من 6 سنوات من الدراسة في أذربيجان قبل خمسينيات القرن العشرين. أنجب أسلوبه جيلا كبيرا من المستعربين والسفراء والمترجمين والعلماء. أما كتبه المكتوبة بالروسية لتعليم العربية فانتشرت في كل أرجاء الاتحاد السوفييتي السابق واستفيدت ولا تزال في مؤسسات التعليم الثانوية والعالية. ويتم حاليا إعداد كتابه لتعليم العربية بالروسية للطباعة من طرفنا أيضا وعلى أساس تعديلات اقترحها وأرادها أستاذنا الجليل ولكن لم يتيسر له بالقيام بها. فيما يتعلق بكتابه اللغة العربية الذي طبع مؤخرا وعلى أساس توصياته وآرائه فيمكن وصف مزاياه بإيجاز كالتالي: – أعد الكتاب على أساس مبدأ من السهل إلى الصعب. ويسمح هذا المبدأ بتقسيم العديد من المواضيع الصعبة إلى أقسام وتكرار تدريسها مما يساعد تعزيز المعارف المكتسبة واستيعاب مواضيع جديدة بأكثر سهولة. – إن تعزيز المعارف المكتسبة عبر كثير من التمارين يقوم بتفعيل وتكثيف عملية تدريس اللغة. – إن عملية مطالعة النصوص تكتسب طابعا مهما في عملية التدريس نظرا لأن قراءة نص جديد في هذا الكتاب تشكل غاية نهائية لفصل أو درس وتخدم لهذه الغاية كل العمليات السابقة أي دراسة مفردات جديدة وحل تمارين عديدة. وهذا يثير عند كل طالب اهتماما وانتباها شديدا بالنص الذي عثر عليه وسيعثر عليه في المستقبل، إذ يجب معرفة قواعد العربية قبل بدء القراءة فيها على النقيض من اللغات الأخرى. إن الطالب لن يستطيع قراءة النصوص العربية في حالة عدم استيعابه لقواعد اللغة. ويؤكد منهاج الأستاذ علي أصغر محمدوف مرارا وتكرارا مبدأ أهمية قراءة النصوص بالذات. – تهدف المواد النحوية ذاتها في الكتاب إلى إثراء مفردات الطالب لمهارات الاتصال الشفوية والكتابية. – يهدف الكتاب إلى تزويد الطالب بالمعلومات الخاصة بجوانب الحضارة والثقافة والتاريخ العربية والإسلامية. – لا يكتفي الكتاب لتدريس المفردات وقواعد النحو والصرف، بل يشمل المثل الشعبية والعبارات العربية البحتة. يقوم الكتاب بإكساب الطالب المقدرة على التعبير الشفوي والكتابي كالأشخاص الناطقين بالعربية. – إن هذا الكتاب ليس كتابا تدريسيا فقط فحسب بل هو دائرة المعارف العربية والإسلامية. في كل فصل من فصوله يتحدث المؤلف عن التاريخ والثقافة العربية الإسلامية ودورها في الحضارة العالمية والإنسانية. يحاول المؤلف عبر التمارين المدرجة في الكتاب إشراب قلوب الطلاب حب الثقافة العربية والإسلامية من خلال تقديم نماذج وأمثلة من التاريخ العربي والخلافة العباسية ومراكز العلم والثقافة مثل البصرة والكوفة وأشعار ومؤلفات فطاحل الأدب العربي الكلاسيكي والمعاصر مثل أبو نواس وابن المقفع والجاحظ والمتنبي وأبي حيان التوحيدي وابن خلدون وأحمد شوقي وغيرهم. انتهى شيخعلي علييف

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى