تقارير وحوارات

انطلاق منتدى طشقند للاستثمار.. والرئيس الأوزبكستاني: نواصل إصلاحاتنا المنهجية لزيادة تحرير اقتصادنا

طشقند (يونا) – انطلقت اليوم الخميس في العاصمة الأوزبكستانية طشقند أعمال منتدى طشقند الدولي الثاني للاستثمار وسط مشاركة دولية واسعة.

ويتضمن برنامج المنتدى لهذا العام جلسة عامة، و28 حلقة نقاش ومائدة مستديرة، ومراسم لتوقيع عدد من اتفاقيات الاستثمار والعقود التجارية، إضافة إلى ومناقشات حول القضايا الحالية لعالم الأعمال، بما في ذلك الاتجاهات في قطاع الاستثمار، ورقمنة المؤسسات المالية، والسياسة النقدية الحالية الحديثة.

ويحضر هذه الجلسات أكثر من 150 متحدثاً من رؤساء الشركات العالمية الرائدة، والصناديق الاستثمارية، والاقتصاديين والخبراء البارزين لمناقشة الاتجاهات في عالم الاستثمار، وآفاق الطاقة الخضراء، والتجارة الإلكترونية، إضافة إلى بحث قضايا تعميق التعاون الاقتصادي على المستوى الدولي.

وفي مستهل المنتدى ألقى الرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرضيائيف كلمة رحب فيها بضيوف المنتدى، مؤكداً أن جلسات المنتدى التي تجمع عادة ممثلي الحكومات الأجنبية والمؤسسات الدولية وقادة الشركات رفيعة المستوى أصبحت تقليداً جيداً في أوزبكستان، ومشدداً على أن بلاده باتت بيئة صديقة للاستثمار.

وقال ميرضيائيف: “لا يخفى على أحد أن العمليات المعقدة والخطيرة والتغيرات غير المتوقعة التي تحدث على الساحة الدولية تشكل تحدياً خطيراً للاقتصاد العالمي”.

وأضاف: “إنني على ثقة من أن اجتماعنا اليوم في مثل هذه البيئة المتناقضة سيعزز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، ويفتح فرص عمل جديدة لنا جميعاً”.

وتطرق الرئيس الأوزبكستاني إلى منجزات بلاده منذ المنتدى الدولي الأول للاستثمار العام الماضي، والذي شهد مناقشة مجالات جديدة للتعاون، وإبرام العديد من الاتفاقيات، مشيراً في هذا الصدد إلى مواصلة أوزبكستان بشكل مكثف الإصلاحات المنهجية لزيادة تحرير اقتصادها، وفتح مجالات عمل واسعة للشركات، إضافة إلى تعزيز سيادة القانون والضمانات القانونية.

وكشف أن أوزبكستان أجرت تحولات كبيرة في إنشاء النظام المالي الأكثر ملاءمة في منطقتنا، بما في ذلك تخفيض معدل ضريبة القيمة المضافة إلى 12%، بعدما كان في السابق 20%.

وأوضح أنه تم اتخاذ خطوات مهمة لتحرير التجارة الخارجية، بما يشمل إلغاء الرسوم الجمركية على أكثر من 7 آلاف نوع من المواد الخام والسلع التي يحتاجها المستثمرون، وتبسيط الإجراءات في المنطقة الجمركية.

وأضاف أنه من أجل الارتقاء بالتجارة الخارجية والبيئة التنافسية إلى مستوى جديد، والوصول إلى أسواق جديدة، كثفت أوزبكستان جهودها للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، مؤكداً أن “متطلبات المنظمة متوافقة تماماً مع أهداف إصلاحاتنا ونحن مهتمون بأن نصبح عضواً في هذه المنظمة المرموقة في أقرب وقت ممكن”.

وأشار ميرضيائيف إلى أنَّ المفاوضات تجري الآن على قدم وساق الآن مع الدول الأعضاء في المنظمة، كما يتم العمل على ومواءمة التشريعات الوطنية مع قواعد المنظمة، لافتاً إلى أن أوزبكستان وضعت أهدافاً محددة لتحقيق نتائج مهمة بحلول نهاية العام.

وكشف أن أوزبكستان شرعت في إصلاح إداري طموح للحد من البيروقراطية والقضاء على الفساد وإدخال إدارة مدمجة وفعالة في الفرع التنفيذي للسلطة، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه تم إصلاح جميع الوزارات، وتقليص عددها من 61 إلى 28، مع تحديد مسؤولياتها وصلاحياتها بشكل واضح.

وأضاف: “كما تم إلغاء 500 وظيفة للدولة في مجال تنظيم الأعمال، ونقل 70 وظيفة إلى القطاع الخاص على أساس الشراكة بين القطاعين والاستعانة بمصادر خارجية”.

وأوضح أن مجلس المستثمرين الأجانب برئاسته بدأ عمله لمعالجة قضايا المستثمرين على وجه السرعة وإقامة اتصال مباشر مع رئيس الدولة، مؤكداً حرصه على التواصل بشكل أكبر مع الشركات الأجنبية ورجال الأعمال.

وأضاف مخاطباً المستثمرين “إنَّ أفكاركم ومقترحاتكم ومبادراتكم تمنحني القوة وتشجعني على إجراء إصلاحات جديدة، لذلك أنا مستعد لعقد اجتماعات متكررة مع مستثمرين جدد وأن أضمن لهم شخصياً النجاح في بلدنا”.

وأكد أن أوزبكستان تواصل بشكل ديناميكي إصلاحاتها من حيث الحماية الموثوقة لحقوق المستثمرين، مبيناً أنها قامت بتبسيط الشروط إلى حد كبير للمستثمرين الأجانب لشراء العقارات والدخول إلى أوزبكستان ومغادرتها، وكذلك إجراءات تصاريح الإقامة.

كما شدد على أنه يتم اتخاذ خطوات مهمة فيما يتعلق بالحماية القضائية المضمونة لحقوق المستثمرين.

وأشار إلى أن أوزبكستان ستواصل إصلاحاتها في حماية حقوق رواد الأعمال هذا العام أيضاً، لافتاً في هذا الصدد إلى أن المحكمة التجارية الدولية ستبدأ أنشطتها لأول مرة في تاريخ البلاد.

ولفت الرئيس الأوزبكستاني إلى أنه نتيجة لهذه الإصلاحات تعززت مكانة أوزبكستان كدولة ذات اقتصاد أكثر تنوعًا في المنطقة.

وكشف عن إنجازات بلاده الاقتصادية المدفوعة بهذه الإصلاحات، مبيناً أنه في عام واحد فقط، تم إنشاء ما يقرب من 100 ألف مؤسسة جديدة؛ كما بلغ الحجم السنوي للاستثمارات الأجنبية المستقطبة 10 مليارات دولار، أي تضاعف ثلاث مرات مقارنة بعام 2017، عندما بدأنا الإصلاحات.

وأضاف “كما تم انتشال ما يقرب من مليون شخص من براثن الفقر، حيث انخفض معدل الفقر من 17 إلى 14%، علماً بأن أن هذا المعدل كان أكثر من 30% عندما بدأت الإصلاحات”.

وتابع مخاطباً المستثمرين والمشاركين في المنتدى: “في السنوات الأخيرة، وبدعم منكم، أنشأنا الآلاف من المؤسسات الحديثة، ونفذنا مشاريع كبرى، وخلقنا مئات الآلاف من الوظائف الجديدة عالية الأجر”.

وقال: “لا شك في أن منتدى اليوم سيفتح فرصاً جديدة لنا جميعاً، وأنا واثق من أنكم ستكتشفون خلال تفاعلاتكم فرص عمل فريدة في أوزبكستان الجديدة”.

وأضاف: “ستجدون في بلدنا السلام والاستقرار المنشودين، وبيئة استثمارية مواتية وضمانات ضرورية. وأنا أضمن ذلك لكم كرئيس”.

ومن المتوقع أن يختتم المنتدى غداً الجمعة أعماله مع مخرجات بارزة في الاستثمار والاتفاقيات والعقود التجارية.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى