تقارير وحواراترمضان في دول منظمة التعاون الإسلامي

كيف تحتفي غامبيا بشهر رمضان؟

يعتبر شهر رمضان من أقدس شهور السنة عند المسلمين، ففي رمضان يحتفل المسلمون بذكرى نزول القرآن، ويصومون عن الطعام والشراب خلال ساعات النهار كوسيلة للاقتراب من الله وتعزيز ضبط النفس والامتنان والرحمة لمن هم أقل حظاً. إنه شهر التجديد الروحي المكثف مع التركيز المتزايد على الإخلاص، حيث يقضي المسلمون وقتاً إضافياً في قراءة القرآن وأداء صلوات خاصة. يعفى من الصيام الذين لا يقدرون عليه كالحامل والمرضع والمرضى وكبار السن والأطفال.

علاوة على ذلك، نظراً لكونه الشهر التاسع من التقويم الإسلامي، والذي يستند إلى عام قمري مدته 12 شهراً يبلغ حوالي 354 يوماً، فإنَّ رمضان يتطلب من المسلمين صيام ما بين 11 و 16 ساعة اعتماداً على الوقت من السنة لمدة 29 إلى 30 يوماً. ويقتضي ترك الأكل والشرب، وفي حال الزواج، الامتناع عن الجماع في ساعات النهار.

علاوة على ذلك، بالنسبة للمسلمين، يعتبر رمضان وقتاً لضبط النفس، جسدياً وروحانياً، من خلال تجنب أي أعمال سلبية مثل النميمة أو الكذب أو الجدال. كما يرحب المسلمون بشهر رمضان باعتباره فرصة للتأمل الذاتي والتحسن الروحي وكوسيلة للنمو في التميز الأخلاقي. بقدر ما هو ديني، فإن هذه الفترة هي أيضاً حدث اجتماعي حيث يدعو المسلمون بعضهم البعض لتناول الإفطار معاً والالتقاء للصلاة في المسجد.

في غامبيا، يبدأ الناس الاستعداد لشهر رمضان على الأقل قبل شهر أو بضعة أسابيع من بدئه. تبدأ العائلات في شراء مواد غذائية تكفي لشهر كامل. يقدم الأثرياء العون للفقراء والمحتاجين من خلال تزويدهم بالطعام، الذي يتعلق أساساً بالإفطار، لأنه يُعتقد أنه شهر رعاية ومشاركة وأنَّ أي عبادة تتضاعف في الأجر والثواب.

بالإضافة إلى ذلك، ينظم الأفراد أو الشركات وجبات إفطار يومية أو أسبوعية للصائمين، كما تقوم بعض الجمعيات الخيرية ومجموعات المتطوعين بتحضير وجبة الإفطار ووضعها في أماكن استراتيجية، خاصة للمسافرين والأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى منازلهم في الوقت المناسب لتناول الإفطار هناك، ولكن أيضاً للأشخاص الذين يكافحون لإطعام أنفسهم. يقوم آخرون بإعداد الإفطار ونقله إلى المستشفيات للمرضى والأشخاص الذين يصحبون أقاربهم عادة إلى المستشفيات. يمتد تقديم الطعام حتى إلى الجيران غير المسلمين، وكل هذا يرتكز على قناعة قوية بأن الإسلام يقوم على الاهتمام بالآخرين والمشاركة.

وعادة، ما يتم تحضير ثلاث وجبات من قبل العائلات: الأولى للإفطار، والثانية للعشاء، وغالباً ما يتم تقديمها بعد صلاة التراوح مباشرة، والثالثة للسحور استعداداً لصيام اليوم التالي.

البيئة

الإسلام هو الدين الرئيسي في غامبيا، ويُعتقد أن 95٪ من السكان يتبعون هذا الدين، لذلك كان للإسلام تأثير على ثقافة غامبيا ومجتمعها وسياساتها طوال تاريخها، ولا يزال كذلك حتى خلال شهر رمضان. ولطالما ساد الشعور بأن البلاد كلها مسلمة، فعملياً، ينخرط الجميع، بمن فيهم غير المسلمين، في الأحداث الاجتماعية التي تقام بعد رمضان حيث يسود الصفاء وأعمال العبادة في كل مكان.

التراويح

صلاة التراويح (صلاة القيام التي تؤدى في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء) هي ممارسة يتطلع إليها المسلمون الغامبيون بنشاط ويشاركوا فيها. في حين تفضل بعض العائلات أداءها في المنزل مع كبير الأسرة الذي يؤم العائلة في الغالب، فإن َّالغالبية يذهبون إلى المسجد للصلاة. تقام صلاة الجماعة أيضاً في كل شارع تقريباً حيث لا توجد مساجد.

ليلة القدر

تشهد الأيام العشر الأخيرة من الشهر الكريم عبادة أكثر كثافة لله من قبل المجتمع المسلم. وذلك لأن ليلة القدر (ليلة واحدة تساوي فيها العبادة ألف شهر من العبادة) يُعتقد أنها في العشر الأواخر من رمضان. التهجد هو أكثر الطرق شيوعاً لقيام الليل أملاً في موافقة ليلة القدر، ومع ذلك، يُعتقد على نطاق واسع في غامبيا أن ليلة 27 من رمضان هي الأكثر احتمالية لموافقة ليلة القدر. وبغض النظر عن التهجد، فإنَّ الكثير من الناس، وخاصة المسلمين، يميزون هذه الليلة بمجموعة من التلاوات والمؤتمرات وغيرها من أشكال المنتديات الدينية المنظمة حتى الفجر.

بعد الإفطار في مساء ليلة القدر (ليلة 27 من رمضان) يتنقل الأطفال وحتى الكبار من منزل إلى منزل للصلاة، والحصول في المقابل على هدايا مثل البسكويت والحلويات والمال.

عيد الفطر

عيد الفطر هو تتويج لـ 29 أو 30 يوماً من الصيام والعبادة الشديدة لله خلال شهر رمضان. يطلق عليه محلياً “قريته” (Koriteh) وهو لحظة فرح وامتنان لله عز وجل.

في يوم عيد الفطر يرتدي الناس، ومعظمهم من الرجال والأطفال، ملابس تقليدية جديدة لحضور صلاة العيد، وبعد ذلك، يقوم أفراد الأسرة والأصدقاء والأحباء بتبادل الزيارات والصلاة، وطلب المسامحة من بعضهم البعض. بعد الغداء، تجد الصغار، الذين يرتدون ملابس جديدة في الغالب، يتنقلون ويزورون الجيران أو المجتمعات المجاورة أو أفراد الأسرة في أماكن أخرى، طالبين الهدايا.

وقت الغداء في القرية، تأخذ الأسر وجبات الغداء إلى “بانتابا” (ساحة القرية) للاجتماع حيث يقوم القرويون عادة بالأكل والشرب معاً، والصلاة والاستغفار لله.

التسامح الديني

تشتهر غامبيا على نطاق واسع بأنها مجتمع متسامح للغاية من الناحية الدينية. المسلمون والمسيحيون، الديانتان الوحيدتان الموجودتان في البلاد، يتفاعلون ويختلطون مثل الأشخاص الذين ينتمون إلى. يحتفل المجتمعان بالأعياد الدينية لكل دين. يفضل معظم غير المسلمين خلال شهر رمضان عدم تناول الطعام في الأماكن العامة خلال النهار احتراماً لشهر رمضان والمسلمين.

في يوم العيد، إخوتنا المسيحيون مدعوون للانضمام إلينا في الاحتفالات. يقدم بعض المسلمين الطعام لجيرانهم المسيحيين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى