تقارير وحواراترمضان في دول منظمة التعاون الإسلامي

رمضان في فلسطين.. عبادة ونضال وتكافل

رام الله (يونا) – أجواء روحانية وتفاعلية مميزة يعيشها الفلسطينيون خلال شهر رمضان المبارك كباقي الدول العربية والإسلامية، من حيث تزيين الحارات بالفوانيس وغيرها من الزينة، أو تنظيم الإفطارات الجماعية، وغيرها الكثير.

المشهد الأجمل الذي يعيشه أبناء شعبنا خلال الشهر الفضيل، إقامة صلاة التراويح في المسجد الأقصى المبارك رغم كل عراقيل الاحتلال وإجراءاته، حيث يتجمع الآلاف منهم للصلاة والاحتفال بشهر رمضان المبارك في القدس، ويأتون من المحافظات كافة.

الشهر الكريم في فلسطين يشهد فعاليات دينية وثقافية واجتماعية، وتكثر فيه أداء العبادات، إضافة إلى المناسبات الاجتماعية والعائلية، وتحضير الأطعمة والمشروبات التقليدية الخاصة بالشهر، وتنظيم الإفطارات الجماعية في المساجد والميادين العامة، حيث يجتمع الصائمون لتناول الطعام والمشروبات، كما يجتمع الأهل والأصدقاء في بيوت بعضهم البعض لتناول الإفطار.

يقصد المواطنون الأسواق لشراء الألبسة والأطعمة والحلويات التي تقدم خلال شهر رمضان، وتكون الأسواق حيوية خلال الفترة المسائية من بعد صلاة التراويح حتى السحور خاصة في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم.

ما يميز شهر رمضان في فلسطين صبغته الوطنية وروح التكافل والتآخي بين أبناء شعبه، اللتان توحدانهم في مواجهة الاحتلال والظروف الاقتصادية الصعبة.

أجواء روحانية رغم المنغصات

تتميز أجواء رمضان في القدس بالروحانية والإيمان، ويحلّ الشهر على المدينة المحتلة حاملا معه أجواءه الخاصة. والعابر لشوارع المدينة يرى كل ما فيها يفوح جمالاً وعراقة، تكتسي أسواقها بثوب وحلة عربية إسلامية، وثمة حياة جديدة تنبعث بين زوايا متاجرها وحوانيتها، والزينة على جدرانها تمتزج مع صوت أذانها ومدفعها، مستعدة لاستقبال الوافدين من كل حدب وصوب.

ورغم استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمقدسيين، خاصة خلال رمضان لتبديد فرحتهم، ومحاولاته المتواصلة للتضييق عليهم، إلا أنهم كالعادة استقبلوا شهر الرحمة هذا العام ببهجة وسرور، وتزينت أسوار القدس والبلدة القديمة بالمصابيح والفوانيس.

 

ويعيد الشهر الكريم النبض والحياة إلى البلدة القديمة في القدس، ويشكل فرصة للتجار الذين يعانون من سياسات الاحتلال المجحفة بحقهم والضرائب الباهظة، وبات رمضان الموسم الأهم للتجار لتعويض خسارتهم خلال العام، ومتنفسا لأهالي الضفة الغربية لزيارة القدس الذين يُمنعون من زيارتها.

من باب العمود (الباب الشمالي لسور القدس العتيقة)، تزهو أدراج الباب بعربات الباعة المتجولين وترتفع أصواتهم، وتمتلئ رفوف المحلات بجميع أنواع الحلويات والمأكولات الرمضانية، وتنتعش جنبات السوق بالعصائر الرمضانية والبرازق.

صلاة التراويح والجمعة في المسجد الأقصى

صلاة الجمعة والتراويح في شهر رمضان بالنسبة إلى المقدسيين تعتبر واجباً دينياً ووطنياً، يتدفقون إليهما.

يقول المقدسي أسعد أبو سنينة: “نحن نأتي إلى الصلاة كواجب ديني ووطني مقدسي، نحن حماة القدس والأقصى، لا يمكننا الغياب عن مسجدنا”.

المواطنون يتوافدون من رام الله والقدس وغيرها من المدن كل ليلة لأداء صلاة التراويح في رحاب الأقصى، وفق تقييدات ومحددات تعلن عنها سلطات الاحتلال، ويقومون الليل في ساحاته وعلى أسطحه وتحت قبابه.

شهر رمضان المبارك يتقاطع هذا العام كما العامان الماضيان مع الأعياد اليهودية، ويحاول المستوطنون تعزيز اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وفرض التقسيم المكاني والزماني داخل باحاته، وكما تقوم شرطة الاحتلال بفض الاعتكاف للسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى، ورغم ذلك يصر الفلسطينيون على التوجه إلى المسجد الأقصى للصلاة والاعتكاف.

كما تعرقل قوات الاحتلال وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لصلاة الفجر بشكل يوميّ، وتفتشهم وتدقق في هوياتهم وتحتجزها أحياناً رغبة منها في ثنيهم عن التواجد في المسجد.

وفي سبيل تعزيز الرباط والتواجد في المسجد الأقصى، أطلق ناشطون ومرابطون مقدسيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان: “سنفطر في القدس”، لحث الفلسطينيين على الإفطار في ساحاته، وفي الأزقة المحيطة به، طيلة شهر رمضان المبارك.

مسحراتي” القدس

على وقع صوت “المسحراتي” الشجي وابتهالاته العذبة وأغانيه الدينية، وإيقاع الدف والطبلة، اعتاد أهالي البلدة القديمة في القدس على أن يستيقظوا من نومهم لتناول وجبة السحور في شهر رمضان الكريم، يتجولون في الأزقة مرتدين السروال والقمباز والحطة وهو الزي الفلسطيني التراثي.

ويعاني المسحرون كما باقي أبناء شعبنا من مضايقات الاحتلال إذ تستجوبهم الشرطة باستمرار، ويتعرضون للتفتيش والتدقيق في الهويات، ويقوم المستوطنون المتواجدون في أحياء البلدة القديمة برش الماء عليهم ومضايقتهم.

مدفع رمضان

“ضَرَب المدفع” … يستخدم المقدسيون لفظ: “ضرب المدفع” حتى يومنا هذا تعبيراً عن موعد الإفطار أو الإمساك.

وفي رمضان من كل عام، يفطر المقدسيون على صوت المدفع الرمضاني المصاحب لأذان المغرب والإمساك عن الطعام المصاحب لأذان الفجر.

المدفع الرمضاني الأثري موجود في المقبرة الإسلامية في شارع صلاح الدين قبالة باب الساهرة في القدس، وعلى أعلى تلة فيها يتربع المدفع، عائلة صندوقة تتولى مهمة ضرب المدفع.

تكية “خاصكي سلطان”… صرح عثماني مفتوح للمحتاجين

بين أزقة القدس العتيقة وحاراتها، وقبالة المسجد الأقصى المبارك، وتحديدا على بعد خمسين متراً من باب المسجد المعروف باسم “باب المجلس”، أنشأت السلطانة روكسلانة زوجة السطان العثماني سليمان القانوني قبل 472 عاماً بناءً من أجل إيواء طلاب العلم وتقديم وجبات الطعام للفقراء في المدينة.

بنيت هذه التكية كوقف إسلامي له مصروفات مخصصة من الدولة العثمانية، وقام الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948، أما اليوم فتشرف عليها وزارة الأوقاف الأردنية الإسلامية، لإعانة أكثر من 66% من العائلات المقدسية.

وتقدم التكية يوميا وجبة ساخنة، لما يقارب 150-200 عائلة.

نابلس المثخنة بالجراح تحاول نفض الحزن في رمضان

نابلس المدينة المثقلة بالحزن بعد استشهاد العشرات من أبنائها خلال الأشهر الماضية، تداخلت إنارات رمضان المعلقة على جدران البلدة القديمة مع صور الشهداء.

تعاني المدينة من قيود تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في إغلاق مداخلها بالحواجز العسكرية، إضافة إلى الاقتحامات المتكررة، ما أدى إلى تراجع الحركة الشرائية وضعف توافد المتسوقين القادمين إلى المدينة من خارجها، والذين اعتادوا ارتيادها، لما تحويه من أسواق قديمة من حلة تراثية ومهن تقليدية، فإضافة إلى الحلويات التي تشتهر بها المدينة، تعج أسواقها ببسطات العصائر والقطايف.

في شارع صلاح الدين بالبلدة القديمة بمدينة نابلس، يُقلّب مجدي عرفات (58 عاما) حبات “العوامة” داخل مقلى الزيت أمام دكانه، منتظرا تحولها إلى اللون الذهبي، ويرتب ما يجهز منها بشكل هرمي يجذب زوار المنطقة وعشاق الحلوى.

منذ ما يقارب خمسة عقود، يتخذ عرفات من صناعة حلوى الزلابية والعوامة والطمرية، مهنة له ومصدر رزق لعائلته، بعدما توارث المهنة عن والده الذي ورثها عن جده.

ويقول لـ”وفا”، إنه من الجيل الرابع من أبناء العائلة الذي ورث المحل الذي يعود تاريخه إلى ما يقرب من 350 عاما.

تمتاز نابلس دون غيرها من المدن الفلسطينية بـ”الشعبونية”، وتنسب لشهر شعبان، وهو الشهر الثامن في التقويم الهجري، يقوم فيها رجل البيت الأب أو الشقيق بدعوة النساء فقط من البنات والشقيقات والخالات والعمات ومن يتبعهن من الإناث والصبية الصغار لتناول الطعام والمبيت عنده، سعيا إلى تعزيز صلة الرحم وأواصر المحبة، ففي الأمر حكايات تروى وأناس ملهوفون للاستماع.

رمضان في قطاع غزة المحاصر

في قطاع غزة، تعد صلاة التراويح أبرز الشعائر الدينية، فيأم المصلون المساجد من مختلف الفئات والأعمار.

لا تغيب عن طقوس الشهر الفضيل “المسحراتي”، الذي يجوب شوارع وأزقة وأحياء المدن والمخيمات في القطاع، ويرتدي ملابس تقليدية تراثية فلكلورية فلسطينية.

شهد قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ستة عشر عاما، والذي أنهكه الحصار، وآثار العدوان الإسرائيلي لأكثر من 5 مرات، افتتاح “مطبخ البركة” بنك الطعام الجزائري بأيدٍ فلسطينية حيث يقوم بإعداد الطعام للأسر الفقيرة والمتعففة التي لا تقدر على توفير الطعام لأبنائها خلال الشهر الفضيل، ضمن حملة “الأمة الواحدة” للأسر الفقيرة والمهمشة في قطاع غزة.

ويقول رئيس جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والإنساني في فلسطين شادي جنينة، “إننا نقدم أكلات يومياً على مدار الشهر الكريم، لأكثر من عشرة آلاف أسرة من الفقراء والمحتاجين، من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً، بتمويل من الشعب الجزائري الشقيق”.

وأشار إلى إطلاق حملات إغاثية اجتماعية مختلفة، منها: مشروع توريد طرود غذائية رمضانية إلى الفقراء في غزة، ومشروع القسائم الشرائية الرمضانية وإقامة إفطار للأيتام من أبناء الشهداء والجرحى والأسرى، الذين يفتقدون آباءهم على موائد الإفطار بسبب الاحتلال والأوضاع الصعبة.

مطبخ “البركة” يعد الأول والأكبر في غزة، الذي يوزع وجبات غذائية مجاناً على الأسر الفقيرة، في مختلف مدن غزة ومخيماتها، وهو استمرار لحملات رمضانية مختلفة في القطاع، تقام في شهر رمضان، عبر مؤسسات أهلية وإغاثية محلية وعربية ودولية، تقدم معونات غذائية إلى الأهالي المحتاجين، منها: الطرود الغذائية الرمضانية، وقسائم شرائية عبر المحلات التجارية والأسواق، إضافةً إلى إحياء المواطنين طقوس الشهر الفضيل.

رمضان في الخليل.. مبادرات وحملات خيرية للفقراء والمحتاجين

أبرز ما يميز شهر رمضان المبارك في الخليل المبادرات والحملات التي تطلقها الجمعيات والمؤسسات الأهلية والرسمية، ونقابات، ومؤسسات، ومجالس عائلات، والأيادي البيضاء، للمساهمة في توفير حياة كريمة للأسر الأكثر حاجة، وإغاثة الملهوفين من الفقراء والأيتام والمحتاجين، ويسهم شهر رمضان في غرس مفهوم التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد وتقويته.

أهم المبادرات هي التكية الإبراهيمية الملاصقة للحرم الإبراهيمي الشريف، والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، يباشر العاملون عملهم بإعداد الطعام بعد صلاة الفجر، ويصل عدد الوجبات التي تقدم يوميا في الشهر الفضيل إلى 5 آلاف وجبة، أي ما يزيد على ألف كيلو غرام من اللحم، وتنحصر أعداد مرتاديها بقيّة العام بنحو ألف مستفيد.

وقد أقيمت التكية الإبراهيمية في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد فتح بيت المقدس، ومُنحت هذا الاسم نسبة إلى سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي عُرف بأبي الضيفان، لكثرة زواره من الفقراء وغيرهم، وكان يطلق عليها قبل ألف عام تقريبا اسم “الرباط”، ثم أصبحت تسمى “الطبلانية”، لأن العاملين فيها كانوا عندما ينتهون من إعداد الطعام يقرعون الطبل لإشعار الزوار والفقراء بموعد تقديم الطعام، وإطعام الوافدين إلى مدينة الخليل.

على غرار التكية الإبراهيمية، قامت في الآونة الأخيرة عدة تكايا بمحافظة الخليل في بلداتها وقراها المحيطة بها منها: الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل، وتعمل على توزيع الطرود الغذائية على الأيتام وأسرهم والأسر المتعففة خلال شهر رمضان المبارك، ويصل عدد الطرود التي يتم توزيعها إلى 5 آلاف طرد غذائي، كما تعمل على توزيع ما يقارب 25 ألف وجبة ساخنة، إضافة إلى الإفطارات اليومية التي تنظم في بيتي الأيتام للذكور والإناث، وتوزيع الكسوة من الملابس وهدايا العيد، وتوفير قرطاسية وحقائب وغيرها، للفقراء والأيتام والمحتاجين.

شرعت نقابة المواد الغذائية في الخليل بإعداد 12 ألف طرد غذائي وتعبئتها لتوزيعها على الأسر المعوزة في المحافظة خلال شهر رمضان، ضمن حملة “سنابل الخير” التي تواصل تنظيمها للعام الثاني عشر على التوالي، ويتبرع أصحاب متاجر المواد الغذائية في المحافظة بـ90% من الطرود الغذائية.

بيت لحم صورة للتعاضد والأخوة

على مر التاريخ، كانت وما زالت بيت لحم ترسم معاني التعاضد والأخوة بين أطياف الشعب الواحد، ولم تغب عن صفحات التكافل الاجتماعي في المجالات الحياتية كافة، فعنوانها صيرورة دائمة في حضرة الشهر الفضيل، رمضان الكريم.

بيت لحم، قبلة المسيح وأذان عمر بن الخطاب في محافظة تعانق فيها القلب والوجدان على عمل الخير والحياة ومحبة الآخر، وتكثر في شهر رمضان كما هو جارٍ في باقي العام مظاهر التكافل الاجتماعي الذي لا يميز بين أبناء الشعب الواحد.

يقول مدير جمعية حملة “ملتمين عالخير” محمد العموري، “رغم أننا نعمل طوال العام ومنذ ثماني سنوات، إلا أنه ومع بداية الشهر الفضيل، قمنا بتجنيد 40 متطوعا للقيام بأعمال الخير، وتم حتى الآن من شهر رمضان توزيع ألفي طرد غذائي، إضافة إلى ذبح 30 عجلا، وتقديم 40 ثلاجة، للأسر المحتاجة من المسلمين والمسيحيين”.

مسيحي ينتظر شهر رمضان بلهفة

قرب كنيسة المهد ووقت قداس الأحد، يقف المواطن جورج الزغبي ويقول: “أنا وعائلتي ننتظر شهر رمضان بفارغ من الصبر وبتلهف لأنه يبث الأجواء الروحانية المشتركة، والجميع يتفاعل مع كل مظاهره على السواء، ويتصادف مع صيام المسيحيين لعيد الفصح”.

وأضاف: “أجمل ما في الشهر هو الاحترام القائم، لا يمكن لك أن تجد إنسانا يشهر إفطاره في الشهر احتراما وتقديرا توارثناه عن الآباء والأجداد، وهذا ما يعطي الجمالية لبيت لحم، وتنفرد فيها عن غيرها أمام هذا التعايش الأخوي.

تتميز بيت لحم بالشهر الفضيل بالمبادرات الشبابية من مسلم ومسيحي في الوقوف على مفترقات الطرق والشوارع الرئيسة بين المحافظات، وتقديم التمر والماء للمواطنين الذين لم يسعفهم الوقت في الوصول إلى منازلهم وقت الإفطار.

فيما يقول كاهن رعية الروم الأرثوذكس في بيت لحم الأب عيسى ثلجية، إن شهر رمضان يعتبر جهادا روحيا مفيدا للصحة.

ويضيف: منذ سنوات، أحرص على صيامه جزئيا من خلال عدم تناول الأكل مع إمكانية شرب الماء والقهوة، وفي بعض الأحيان أصوم اليوم بكامله.

وأشار الأب ثلجية إلى جمالية الشهر الفضيل في حالة التعاضد في مدينة المهد، واحترام الآخر، موضحا أنه كثيرا ما يتناول الإفطار في بيوت أصدقاء له عديد المرات، وهذه دلالة على أن الدين لله، ولا يوجد فروقات بين أبناء المدينة الواحدة.

ويتابع: هناك توجه من مطران كنيسة المهد “فينذكتوس” لإقامة إفطار جماعي يدعى إليه المسلم والمسيحي، كرسالة إلى العالم أن بيت لحم عنوان للتعايش والأخوة.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى