فلسطين

الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يحيي الذكرى الـ77 للنكبة ويؤكد: حق العودة لا يسقط بالتقادم

محافظات (يونا/وفا) – أحيا الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، تحت شعار: “لن نرحل.. فلسطين للفلسطينيين”، ورفضا لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري، ودفاعا عن الحقوق الوطنية الثابتة، وفي ظل الاستهداف المتواصل لقضية اللاجئين والمخيمات، ووكالة “الأونروا”.
وللعام الثاني على التوالي، تأتي ذكرى النكبة في توقيت استثنائي للغاية، لما يشهده أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أوضاع كارثية غير مسبوقة، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ 583 يوما، في مشهد يعيد المجازر الدموية التي ارتكبها الاحتلال في القرى والبلدات الفلسطينية المهجرة.
ويتسم المشهد اليومي في الضفة الغربية بالواقع الدموي أيضا؛ إذ لا تكاد تتوقف آلة العدوان الإسرائيلية عن عمليات الاقتحام والتدمير والقتل والتهجير والاعتقالات المصحوبة بالتنكيل، بشكل شبه يومي للمدن والقرى الفلسطينية، لا سيما العدوان المتواصل على مخيمات طولكرم، وجنين، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، ونزوح أكثر من 40 الف عن منازلهم، عدا عن التدمير الممنهج للبنية التحتية.
ودوت صفارات الإنذار لـ77 ثانية في مختلف المدن الفلسطينية، بالتزامن مع الوقوف 77 ثانية صمت إحياءً لذكرى النكبة التي تصادف غدا، الخامس عشر من أيار.
وشاركت جماهير غفيرة في المهرجان المركزي الذي انطلق من أمام ضريح الشهيد الراحل ياسر عرفات في مدينة البيرة باتجاه ميدان المنارة، رُفع خلالها علم فلسطين، والرايات السوداء، ومفاتيح العودة.
كما شارك في المسيرة التي دعت لها دائرة شؤون اللاجئين واللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة: أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة “فتح”، وأعضاء من المجلس الثوري، وفصائل العمل الوطني، وعدد من الوزراء، وممثلون عن المؤسسات الرسمية، والشعبية، ومنظمات المجتمع المدني.
وقال نائب رئيس حركة “فتح”، عضو اللجنة المركزية للحركة، محمود العالول، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس، إن النكبة أكبر جريمة ارتُكبت في التاريخ، لحجم المذابح التي نُفذت بحق أبناء الشعب الفلسطيني وفداحتها، فهناك قرى أبيدت، وهجر جزء كبير داخل الوطن وخارجه.
وأضاف، أن معاناة الشعب الفلسطيني لا تزال مستمرة، والاحتلال يحاول تطويعه حتى يتنازل عن حقوقه وأرضه المتمسك بها، ولكنه سيفشل كما كل مرة، أمام صموده وتضحياته.
وتابع: “نحيي هذه الذكرى في ظل ظروف صعبة، وهناك نكبة أكثر قسوة وألما يعيشها أهلنا الآن في قطاع غزة، حيث يحصد الاحتلال أرواح الأطفال والنساء، ويمارس المذابح والحصار والتجويع.
واستدرك العالول قائلا: تمتد المذابح إلى محافظات الضفة، والمستعمرون يمارسون إرهابا بحق المواطن، وأرضه، والمقدسات الاسلامية والمسيحية، بحماية قوات الاحتلال، فضلا عن التنكيل بالأسرى، الذي أسفر عن استشهاد العشرات منهم في سجون الاحتلال.
وفي كلمة منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية، أعاد عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، التأكيد على أن الشعب لن يرحل وستبقى فلسطين للفلسطينيين، رغم التحديات التي تواجه قضيتنا الفلسطينية، وأنه وسيبقى صامدا أمام كل المخططات التدميرية من حرب إبادة، وتهجير قسري، وإنهاء دور الأونروا، وتدمير المخيمات، ومحاولة إسقاط حق العودة.
وقال: نحن في منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، نؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى دياره، هذا الحق غير القابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يسعى إلى تحقيق العدالة والتحرير وبناء دولته.
ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة والتجويع والتهجير في قطاع غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على مخيمات الضفة الغربية، وعلى القدس العاصمة.
وأكد الرفض القاطع لكل محاولات التهجير القسري والطوعي، وسياسات الضم والاستعمار، شاكرا جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وكل الدول التي وقفت ضد التهجير.
وشدد أبو هولي على الرؤية الفلسطينية لمواجهة التحديات التي عبر عنها الرئيس محمود عباس في كل المؤتمرات واللقاءات، التي تهدف إلى حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومنع التجهير، وإعادة الإعمار، وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في غزة والضفة، مؤكدا استمرارية عمل “الأونروا” على خدمة أبناء الشعب الفلسطيني من اللاجئين، داعيا دول العالم إلى دعمها سياسيا وماليا ودعم الحكومة الفلسطينية والضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن حقوقنا المالية.
وطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والضغط لوقف عدوان الاحتلال على قطاع غزة، والضفة، وإعادة الإعمار، وإنقاذ حل الدولتين.
بدوره، شدد منسق عام اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، محمد عليان، على أن الشعب الفلسطيني صامد رغم الآهات والالم والتجويع رغم الحصار والعدوان على غزة والمخيمات في الضفة، وسيبقى وفيا لدماء الشهداء ولن يرحل، وفلسطين لنا وستبقى لنا.
وشاركت جماهير غفيرة في الوقفة التي نُظمت في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، إحياءً لذكرى النكبة.
وشدد المشاركون على تمسكهم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شُردوا منها.
وقال نائب محافظ بيت لحم داود الحمري: “الشعب الفلسطيني صامد أمام كل التحديات، ويمتلك الإرادة والعزيمة لمواصلة الخطى نحو الاستقلال، وحق تقرير المصير، وحق العودة، فالأرض لنا”.
بدوره، أكد المنسق العام للفصائل الوطنية في بيت لحم محمد الجعفري، أن رسالتنا في إحياء ذكرى النكبة هي رسالة أبناء الشعب الفلسطيني الذين يحلمون بحق العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها عام 1948، وهو حق لا يمكن أن يسقط بالتقادم، مع التأكيد على أن النكبة الفلسطينية ما زالت مستمرة حتى اللحظة، من جنين شمالا، وحتى رفح جنوبا.
وشدد الجعفري على أن الشعب الفلسطيني اليوم بأمس الحاجة أكثر من أي وقت إلى الوحدة الوطنية، وتصويب بوصلته، نحو تحقيق حلمنا بالحرية، والعدالة، والاستقلال.
وفي الخليل، رفع المشاركون في الوقفة التي نُظمت عند دوار ابن رشد وسط المدينة، لافتات تؤكد التمسك بحق العودة، وتقرير المصير، ورددوا هتافات منددة بالاحتلال وجرائمه المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وأخرى تدعو إلى تعزيز الصف الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة تلك الجرائم وحماية المشروع الوطني، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال نائب محافظة الخليل، تيسير الفاخوري: “إن الشعب الفلسطيني الفلسطيني رغم النكبة والاحتلال بقي وسيبقى صامدا على أرضه، والنكبة تلو النكبة لن تكسر عزيمته، وما يحدث في غزة من مذابح وإجرام، وما يتعرض له أهلنا في الضفة، لن يثنينا عن هدفنا ولن يحرف بوصلتنا أبدا، نحو الحرية سائرون ونحو الدولة المستقلة ماضون، بالشعب الفلسطيني الجبار وبقيادتنا الحكيمة سنجتاز كل هذه التحديات وسينتصر مشروعنا الوطني حتما”.
من جهته، أشار ممثل القوى والفعاليات السياسية والشعبية في المحافظة ماهر السلايمة، إلى أن الشعب الفلسطيني الفلسطيني لا يزال منذ 77 عاما يعيش تداعيات النكبة، ويواجه حرب إبادة وجودية مستمرة منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا، بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يحدث في الضفة لا يقل خطورة عما يحدث في غزة.
وقال: ما تتعرض له بعض مخيمات شمال الضفة الغربية من عمليات تدمير ممنهج للبنية التحتية وتهجير لسكانها، إلى جانب الحملة الاستعمارية المحمومة التي ينفذها الاحتلال، ومحاولته تقويض الأسس القانونية للقضية الفلسطينية، من خلال سعيه إلى شيطنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، وإغلاق مكاتبها ومؤسساتها، ومنعها من العمل في القدس المحتلة، في تعدٍّ صارخ على القوانين الشرعية الدولية، يأتي ضمن مساعي الاحتلال المستمرة منذ النكبة إلى تصفية المشروع الوطني الفلسطيني”.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم حركة “فتح” ماهر النمورة: “إن الشعب الفلسطيني الفلسطيني يعاني منذ 77 عاما ويلات الاحتلال وجرائمه المستمرة، وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا في قطاع عزة، وعمليات القتل وهدم البيوت والاعتداءات المستمرة والاستعمار الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، إلى جانب كل أشكال القمع والعنف والاعتداءات التي تشهدها الضفة الغربية على يد الاحتلال ومجموعات المستعمرين، لن تجبرنا على التنازل عن أي حق من حقوقنا الوطنية والشرعية.
وأكد: “أننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” ومنظمة التحرير وكل الفصائل والقوى الوطنية، نعاهد الشعب الفلسطيني أننا سنبقى الأوفياء للمشروع الوطني، وسنناضل حتى تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وأشار متحدثون آخرون إلى أن هذه الذكرى الأليمة تأتي في ظل ظروف صعبة مأساوية يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني الفلسطيني، نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المستمر وحربه الإجرامية الشاملة على الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفة وغزة، والتي تتزامن مع تنفيذ مخططاته الاستعمارية والاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين، وما يرافقها من عمليات تهجير قسري للأهالي، وهدم لعدد كبير من المنازل والقرى والتجمعات السكانية.
وشددوا على أن الشعب الفلسطيني الفلسطيني الذي يقاوم النكبة ويرفضها منذ 77 عاما، لن يسمح للاحتلال بتكرارها بنكبة جديدة، وسيواجه بعزيمة وإرادة صلبة مساعي الاحتلال تلك، وسيبقى رغم الألم والجراح صامدا على أرضه متمسكا بحقوقه كاملة غير منقوصة.
وطالبوا المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته القانونية والأخلاقية في حماية أبناء الشعب الفلسطيني، ووضع حد لجرائم الاحتلال المستمرة، والعمل الجاد على ضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية كافة كما نصت عليها القرارات والاتفاقيات الدولية والمواثيق الإنسانية.
وفي طوباس، ردد المشاركون شعارات منددة بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وحرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة.
ودعا نائب محافظة طوباس عبد الله أبو محسن، المجتمع الدولي وأحرار العالم إلى التوقف عن الصمت حيال الجرائم والإبادة اللتين ترتكبهما سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح، أن ذكرى النكبة هذا العام تأتي في ظروف صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني جراء حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، والعدوان والجرائم المتواصلة في الضفة، بالإضافة إلى العدوان المستمر على مخيمات شمال الضفة وتهجير سكانها قسريا.
كما أكد تمسك الشعب الفلسطيني بكل حقوقه المشروعة ومن أهمها: حق تقرير المصير والحصول على الحرية والعدالة.
بدوره، أكد جمال أبو عرة ممثلا عن لجنة التنسيق الفصائلي أهمية الوحدة الوطنية، ورص الصفوف، في مواجهة مخططات الاحتلال التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
كما تطرق إلى خطورة المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية، أو قطاع غزة، جراء العدوان المتواصل، وحرب الإبادة، ومخططات التهجير.
وفي محافظة قلقيلية، أحيا الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، الذكرى الـ77 للنكبة، بوقفة أمام ميدان الشهيد أبو علي إياد وسط المدينة، بحضور الفعاليات النسوية الوطنية، وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية، ورُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، ويافطات تؤكد حق العودة.
وأكدت ممثلة الاتحاد في قلقيلية رقية نزال، أن إحياء ذكرى النكبة هو تأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه، وعلى رأسها حق العودة، مشددة على أن المرأة الفلسطينية كانت وما زالت شريكة في النضال الوطني بأشكاله كافة.
وأضافت، أن النكبة ليست ذكرى عابرة، بل هي واقع مستمر بفعل سياسات الاحتلال والتهجير القسري، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى تحقيق أهدافه المشروعة.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى