فلسطين

السيسي يفتتح قمة “القاهرة للسلام 2023” بمشاركة دولية واسعة لوقف التصعيد بغزة وتحقيق السلام

القاهرة (يونا/ أ ش أ) – انطلقت فعاليات قمة “القاهرة للسلام 2023” اليوم السبت والتي دعت إليها مصر، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوصل إلى توافق اتساقًا مع المبادىء الدولية والإنسانية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة والتأكيد على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع والدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط.

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعمال القمة بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي يشارك فيها عدد كبير من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ورؤساء عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية.

وتناقش القمة، الجهود الدولية لوقف التصعيد وإطلاق النار من أجل بحث مستقبل القضية الفلسطينية، وفتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل يحقق طموح شعوب المنطقة، كما ستركز القمة على أهمية وقف العمليات العسكرية وتأمين النفاذ الإنساني وإتاحة الفرصة لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة.

وقال الرئيس المصري في كلمته خلال القمة: إن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة تترقب بعيون متسعة، مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالًا بالتصعيد العسكري الحالي، منذ السابع من أكتوبر الجاري، في إسرائيل والأرض الفلسطينية.

وشدَّد على أن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، مضيفًا أنها في الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجًا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويــع وضــغوط عنيفــة للتهجير القسري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات، وأسس القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

وتابع: دعوني أتساءل بصراحة، أين قيم الحضارة الإنسانية التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟ أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة؟

وأكد أنَّ مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت في جهود مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين في غزة، لافتًا إلى أنها لم تغلق معبر رفح البري في أي لحظة إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني حال دون عمله.

وكشف السيسي أنه اتفق مع الرئيس الأميركي جو بايدن على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشراف وتنسيق كامل مع الأمم المتحدة، ووكالة “الأونروا”، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، في قطاع غزة.

وجدَّد التشديد على رفض مصر التام، للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء إذ إن ذلك، ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار ٧٥ عامًا، هي عمر القضية الفلسطينية.

وأكد أنَّ حل القضية الفلسطينية، ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى؛ بل إن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم، مثل باقي شعوب الأرض.

وأضاف: نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل، للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين.

وتابع: لذلك، فقد وجهت لكم الدعوة اليوم، لنناقش معًا، ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور: تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة وتنتقل فورًا إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار ثم البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام وصولًا لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية.

وتحرص مصر على استمرار تدفق المساعدات الموجهة لقطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة ليتم توزيعها بالقطاع، وأن يكون وصول المساعدات دائمًا ومتواصلًا ودون انقطاع.

ويشارك في القمة عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس المجلس الرئاسي بليبيا محمد المنفي، ورئيس قبرص نيكوس كريتودوليديس، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ورؤساء حكومة إسبانيا بدرو سانشيز واليونان كرياكوس ميتسوناكيس وإيطاليا جورجيا ميلوني والعراق محمد شياع السوداني ونائب رئيس مجلس الوزراء بسلطنة عمان شهاب بن طارق والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرييش وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

كما يشارك في القمة وزراء خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والمغرب ناصر بوريطة وجزر القمر ظاهر ذو الكمال وكندا ميلاني جولي وألمانيا أنالينا بيبربوك وفرنسا كاثرين كولونا وبريطانيا جيمس كليفرلي والبرازيل مارو فييرا وتركيا هاكان فيدان واليابان كماكاوا بوكو والنرويج اسين بارت ايدي.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى