البشاري يدعو لإعادة ترتيب البيت الداخلي للمجتمعات المسلمة لتحصينها ضد الاختراق

سان باولو(يونا) – دعا الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الدكتور محمد البشاري إلى ضرورة ترتيب البيت الداخلي للمجتمعات المسلمة لحمايته من كل اختراق أو استخدام من طرف جماعات أو دول تسعى لنشر الفتن وزرع ثقافة العنف والتطرف المقيت. مشيراً إلى أهمية جمع كلمة المسلمين من خلال عمل مؤسساتي راشد وتجديد للخطاب الديني بتأثيث الفضاء الفكري بمفردات السلم والتسامح والتعاون مع المخالف. وشدد البشاري الذي كان يتحدث اليوم أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي المنعقد بسان باولو بالبرازيل والمقرر أن يختتم أعماله غداً الأحد، على أهمية إدراج موضوع المواطنة للمناقشة والتعريف في الندوات والمؤتمرات لما فيه خدمة قضايا العيش المشترك وتسهيل التواصل الحضاري. ونبه البشاري إلى أهمية تفعيل المشترك الديني خاصة بين أبناء العائلة الإبراهيمية التي تجتمع من خلال وحدة المصدر – أي الوحي الإلهي – في كثير من مفاهيم دينية ناظمة للحياة وشؤون العلاقات الإنسانية. وأكد البشاري على أن العمل على تفعيل المشترك الإنساني المبني على القيم والأخلاق الكونية من احترام للتعددية وأسبقية للكرامة الإنسانية تحقيقًا لمبادئ ميثاق الفضول الذي أطلقه العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي هو ميثاق يرتقي بالعلاقات الإنسانية من مقام الحقوق إلى مقام الفضائل التي لا يختلف عليها أحد، من أجل تعايش مهذب و حرية مسؤولة كما قال الشيخ بن بيه. وطالب الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبو ظبي مقراً له، مدراء المراكز الإسلامية والدعاة والأئمة والخطباء بتحرير الإسلام من اختطافه من طرف الجماعات المتشددة واستنقاذ الخطاب الديني واسترجاع الثقة المفقودة بين المكونات المجتمعية وتجسير الهوة بين مختلف المنظومات الفكرية. وشدد البشاري على أهمية تحقيق مواطنة حاضنة للتنوعات شاملة أسمى معايير التعايش والانسجام في ظل الولاء للوطن، مع ترسيخ القيم الفكرية والثقافية الضامنة لأسس التفاهم والاعتراف المتبادل بالحقوق والواجبات الأساسية، مؤكداً أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأن احترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة واجب ديني. ((انتهى)) ح ع/ ح ص