ياويندي (يونا) – بدأت أعمال الدورة الخمسين لمجلس وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامي، تحت رعاية رئيس جمهورية الكاميرون، السيد بول بيا. وخاطب دولة رئيس وزراء جمهورية الكاميرون الدكتور جوزيف ديون نغوتي الجلسة الافتتاحية للدورة التي تنعقد في عاصمة جمهورية الكاميرون، ياوندي، اليوم الخميس 29 أغسطس 2024، حيث تطرق في كلمته نيابة عن فخامة رئيس جمهورية الكاميرون إلى دعم بلاده للمنظمة، وأهمية التضامن مع دولها الأعضاء في محاربة الفقر والتغير المناخي ومكافحة الإرهاب مشيرا إلى التصعيد الخطير في فلسطين ولا سيما قطاع غزة.
وألقى وزير العلاقات الخارجية بجمهورية الكاميرون السيد لوجين مبيلا مبيلا، كلمة بلاده بعد تسلمه رئاسة الدورة حيث رحب فيها بضيوف الدورة الخمسين التي يتزامن تاريخ انعقادها مع الذكرى الخمسين لانضمام الكاميرون إلى منظمة التعاون الإسلامي في عام 1974، معربا كذلك عن شكره لرئيس الدورة الـ 49 وزير خارجية موريتانيا السيد محمد سالم ولد مرزوك على حسن إدارة الدورة السابقة. وأكد الوزير أهمية شعار الدورة الخمسين “تطوير البنية التحتية للنقل والمواصلات في إطار منظمة التعاون الإسلامي: أداة رئيسية في مكافحة الفقر وانعدام الأمن”، وشدد على أهمية التنمية وإحلال السلم والأمن بالنسبة للدول الأعضاء، لافتا إلى التصعيد والعنف في فلسطين ومؤكدا مبدأ حل الدولتين.
وخاطب الأمين العام للمنظمة، السيد حسين إبراهيم طه، الجلسة الافتتاحية حيث قال إن قضية فلسطين والقدس الشريف تشهد تطورات خطيرة تشكل تحدياً للمجتمع الدولي عامة، ولمنظمة التعاون الإسلامي خاصة، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها العسكري غير المسبوق على قطاع غزة وجميع أنحاء الأرض الفلسطينية بما فيها مدينة القدس الشريف، الأمر الذي تسبب في وقوع آلاف الضحايا. وأكد بأن المنظمة تواصل الجهود لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في أرضه والدفاع عن حقوقه المشروعة.
وأشار الأمين العام إلى جهود المنظمة في المجال الإنساني في إطار الحوار البنّاء حول مختلِف القضايا في أفغانستان، لا سيما استمرار حظر تعليم الفتيات وعمل المرأة ومشاركتها في الحياة العامة، لافتا إلى الزيارات المستمرة لمبعوث الأمين العام الخاص، السفير طارق علي بخيت، ووفود العلماء ومؤسسات المنظمة الى أفغانستان، بهدف التحاور مع حكومة الأمر الواقع لإنهاء هذا الحظر. وتطلع السيد حسين إبراهيم طه إلى دعم الدول الأعضاء للصندوق الإنساني لأفغانستان في البنك الإسلامي للتنمية لتمكينه من الوفاء بالتزاماته.
واستعرض الأمين العام التطورات المتعلقة بقضية جامو وكشمير والجهود التي بذلتها المنظمة ومبعوثه الخاص، السيد يوسف الضبيعي، وزياراته الميدانية في إطار تنفيذ قرارات القمة الإسلامية وقرارات مجلس وزراء الخارجية، كما أكد موقف المنظمة المبدئي الداعم لوحدة أراضي جمهورية أذربيجان، مرحبا بانتهاء النزاع المسلح بين جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا وباستعادة أذربيجان لسيادتها ووحدة أراضيها داخل حدودها الوطنية.
وأكد الأمين العام أن المنظمة تولي اهتماماً خاصاً للتحديات المتعددة التي تواجه منطقة الساحل وبحيرة تشاد داعيا إلى مزيد من التضامن مع شعوبها، حيث أوضح بأن المنظمة تواصل جهودها للتحضير لمؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد المقرر عقده في 26 أكتوبر 2024 في مقر المنظمة بجدة.
كما أكد الأمين العام مواصلة الجهود للدفاع عن مصالح الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، وتلك المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب، والتصدي لمظاهر الإسلاموفوبيا والكراهية الدينية، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، مشيرا إلى أن المبعوث الخاص للأمين العام المعني بمكافحة الإسلاموفوبيا، السفير محمد بشاجي، سيتولى مهامه قريباً.
واقتصاديا، أشار الأمين العام إلى أن من شأن افتتاح مركز عمل المنظمة في باكو بأذربيجان أن يسهم في مواجهة التحديات التنموية المرتبطة بهذا القطاع، مشيرا إلى عقد الدورة الافتتاحية للجمعية العامة للمنتدى الإسلامي لجهات اعتماد الحلال في مكة المكرمة في نوفمبر 2023 والتي تهدف إلى تعزيز التفاهم والتواصل بين جهات الاعتماد للنهوض بصناعة الحلال.
وفيما يتعلق بتغير المناخ والمياه، أشار السيد حسين إبراهيم طه إلى أن المنظمة تعمل على تحديد فرص التعاون بين الدول الأعضاء في هذين المجالين، مهنئا أذربيجان على استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-29) في نوفمبر 2024.
وتوجه الأمين العام بالشكر والتهنئة إلى جمهورية الكاميرون على استضافة وترؤس الدورة الخمسين لمجلس وزراء الخارجية، معربا عن امتنانه للجمهورية الإسلامية الموريتانية على ما بذلته خلال ترؤسها للدورة الـ 49، كما أشاد بالمملكة العربية السعودية لما تقدمه من دعم سخي للمنظمة، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء.
(انتهى)