منظمة التعاون الإسلامي

اجتماع “التعاون الإسلامي” بشأن السودان يجدد الدعوة إلى التهدئة ووقف كافة أشكال التصعيد

جدة (يونا) – عقدت منظمة التعاون الإسلامي، بدعوة من المملكة العربية السعودية رئيسة القمة الإسلامية، رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، اليوم الأربعاء 3 مايو 2023، في مقر الأمانة العامة بجدة، الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية مفتوح العضوية، وذلك لبحث الأوضاع في السودان.

وقال المندوب السعودي الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي الدكتور صالح بن حمد السحيباني خلال إلقائه كلمة المملكة إنَّ المملكة العربية السعودية ومن خلال هذا الاجتماع تجدد دعوتها إلى الأشقاء في جمهورية السودان إلى التهدئة وضبط النفس، وتغليب لغة الحوار والمصلحة الوطنية، والعمل على وقف كافة أشكال التصعيد بما يحافظ على مقدرات الشعب السوداني ومكتسباته، والسعي إلى توحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق سابق، ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان ولشعبه الشقيق.

وأضاف: كما ترحب المملكة في ذات الوقت بالهدنة وتمديد وقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية آمنة، متطلعين إلى أن تسهم هذه الهدنة في وقف دائم للاقتتال والانخراط في حوار من أجل أن يعم السلام والأمن والأمان والاستقرار في جميع ربوع السودان الشقيق.

وأوضح أنَّ المملكة تبذل جهوداً حثيثة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومن ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، من أجل حل الأزمة السودانية وإنهاء الصراع، وذلك منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة في منتصف الشهر الماضي، استشعاراً بما تمليه عليها مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وانسجاماً مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، واتساقاً مع مبادئ الجوار والقيم الإنسانية النبيلة، وامتداداً لجهودها الخيرة منذ القدم في الوقوف مع الأشقاء في السودان في أفراحهم وأتراحهم.

وأكد السحيباني أنَّ المملكة تواصل أيضاً القيام بدور دبلوماسي وإنساني كبير في ظل هذه الأزمة، حيث ينعكس ذلك في العديد من المبادرات الإنسانية والدبلوماسية لعمليات إجلاء بحري وجوي من رعايا الدول العربية والإسلامية والصديقة، والكثير من طواقم البعثات الدبلوماسية والمسؤولين والعاملين في المنظمات الدولية والإقليمية حيث يصل عدد من تم إجلاؤهم لحد الآن أكثر من 5500 شخص ينتمون إلى أكثر من 100 جنسية من مختلف أرجاء العالم.

وأشاد السحيباني بحسن التعاون من الحكومة السودانية في تسهيل تلك العمليات، مثمناً جهود الدول الأخرى التي قامت بجهود إنسانية فيما يخص عمليات الإجلاء أو استقبال اللاجئين الفارين من مناطق الصراع، وتقديم الدعم الإنساني للنازحين.

وقال السحيباني إن المملكة تدعو المجتمع الدولي وكافة الدول والمنظمات الإنسانية إلى المسارعة في التكاتف بتقديم يد العون والمساندة للشعب السوداني الشقيق، كما تقدر دور الأمانة العامة لمنظمة التعان الإسلامي وتحركاتها الملموسة في إطار التنسيق الثلاثي مع كل من الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي بالإضافة إلى تواصلها مع المؤسسات الإقليمية والدولية الفاعلة من أجل إيجاد حل شامل لهذه الأزمة.

وشدد المندوب السعودي على أن “ما يحدث في السودان الشقيق، وما حدث سابقاً في بعض الدول الإسلامية الأعضاء في هذه المنظمة العريقة، يستدعي منا التفكير ملياً والسعي جدياً نحو تطوير آليات عملية للوساطة أثناء النزاعات، وتفعيل الدبلوماسية الوقائية الرامية إلى منع نشوء النزاعات واستباق حلها بالطرق الدبلوماسية للحيلولة دون تصعيد المنازعات إلى نزاعات ووقف اشتعال فتيل الصراعات، وذلك في إطار الإصلاح الشامل لمنظمة التعاون الإسلامي، حتى تستطيع المنظمة مجابهة تلك التحديات بكل كفاءة واقتدار”.

وقال إنَّ المملكة العربية السعودية وبحكم رئاستها للقمة الإسلامية واللجنة التنفيذية لتأمل من الجميع دعم الجهود الحثيثة القائمة حالياً في سبيل وقف الصراع الدائر حماه بين أبناء الوطن الواحد في السودان الشقيق، ودعوتهم للإنصات لصوت العقل والحكمة وتغليب مصلحة استقرار وأمن وطنهم على أي مصلحة أخرى، حقناً للدماء التي كفلها لهم الشرع الإسلامي الحكيم.

وجدَّد السحيباني استنكار المملكة لاقتحام ملحقيتها الثقافية في الخرطوم، داعياً إلى احترام البعثات الدبلوماسية.

بدوره، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في خطابه أمام الاجتماع إن المنظمة ستعمل بتوصيات الدول الأعضاء بما في ذلك إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى السودان في الوقت المناسب وبالتنسيق مع رئيس القمة الإسلامية ورئيس اللجنة التنفيذية. وأعرب الأمين العام عن الأسف لوقوع الاشتباكات في السودان في وقت كان ينتظر فيه الجميع أن تتوج محادثات الأطراف السودانية باتفاق على موعد جديد للتوقيع على اتفاق نهائي، وتشكيل حكومة انتقالية مدنية، معربا كذلك عن أسفه لعدم الالتزام الكامل بالهدنات الإنسانية لإجلاء الجرحى والعالقين والرعايا والبعثات الدبلوماسية، واستمرار الاشتباكات خاصة في مواقع بالعاصمة؛ الخرطوم.

وقال إن السودان يشهد تطورات خطيرة تستدعي التحرك الفوري جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وأدت لسقوط العديد من الضحايا وزادت الأوضاع الإنسانية تدهوراً.

وأشاد حسين إبراهيم طه بمبادرة المملكة العربية السعودية، بصفتها رئيس القمة الإسلامية ورئيس اللجنة التنفيذية، التي دعت لانعقاد اجتماع المنظمة الطارئ استمرارا لمساعيها الحميدة وجهودها المتصلة لدى الأطراف المعنية في السودان والفاعلين الإقليميين والدوليين بهدف العمل على إيجاد الحلول السلمية لهذه الأزمة الخطيرة.

كما أشاد بجهود المملكة المخلصة في الإجلاء، وذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

ونوه الأمين العام بالمبادرات القيمة التي بذلتها دول أعضاء عديدة في المنظمة وقيامها بإجلاء العالقين في السودان، فضلا عن جهودها التي تهدف إلى دعم الاستقرار في السودان، داعياً لبذل المزيد من الجهود للتوصل لوقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار وحث الأطراف على الجلوس حول مائدة الحوار حتى لا تنزلق البلاد إلى منعطف الفوضى خاصة مع تداعيات تدفق العابرين إلى مصر وإثيوبيا وارتفاع عدد اللاجئين إلى تشاد.

(انتهى)

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى