منظمة التعاون الإسلامي

الجزائر بلاد النضال تحتفل بيوم استقلالها

جدة (يونا) – يحتفل شعب الجزائر اليوم الخميس الخامس من يوليو بالذكرى السادسة والخمسين للاستقلال، ذلك اليوم الذي بلغه الشعب الجزائري المجاهد بعد سلسلة هي الأطول في النضال ضد استعمار دام لنحو 132 عاماً ضرب فيه الشعب الجزائري أروع الأمثلة على الجهاد والصمود ليس في وجه المستعمر الفرنسي بل في وجه قوى الاستعمار الغربية مجتمعة، التي وقفت صفاً واحداً مع فرنسا في احتلالها البغيض للجزائر، لتعود البلاد حافظة لهويتها ولدينها وثقافتها. وقد وجه الرئيس الجزائري إلى شعبه بهذه المناسبة رسالة استهلها بالترحم بكل خشوع وإجلال على أرواح الشهداء الذين ناهضوا مظالم الاستعمار. متوجهاً بالتحية ومشاعر المحبة والتقدير إلى رفقائه المجاهدين والمجاهدات. وقال بوتفليقة: لم يأت استقلال الجزائر من دون ثمن باهظ، دفعته الأجيال تلو الأجيال في مواجهة الغزو الاستعماري، ومن خلال انتفاضات متتالية لكسر قيود الاحتلال، وكذا نضال سياسي قوي ومستمر، نضال اصطدم بأنانيات الاستعمار الغاشم الذي رد على مطالب شعبنا بقمع وحشي، قمع كانت أسوأ مظاهره مجازر 8 مايو 1945. وأوضح بوتفليقة: إن الجزائر قررت أن تجعل يوم 5 يوليو عيدا للاستقلال وعيدا للشباب، اعترافا بنضال وتضحيات الشباب الذي صنع تحرير الجزائر. يذكر أن الجزائر تستعيد في مثل هذا اليوم ذكريات النضال والجهاد من أجل التحرر والاستقلال، حيث شنت أوروبا المئات من الحملات على الجزائر، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول مايو 1945، ونادى الجزائريون بإطلاق سراح السياسي مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني الذي أُنتج خصيصا لهذه المناسبة في محل خياطة تابع لتاجر يدعى البشير عمرون. وكانت المظاهرات سلمية. وكان الرد القمعي على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 مايو 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي، واستعمل فيه الاحتلال الفرنسي القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومدنا بأكملها. ونتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45000 جزائري، ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفظع بين 50000 و70000 شهيد من المدنيين العزل، فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين. من هنا استفاق الشعب الجزائري وفهم أنه لا مجال لأخذ الحرية بالسلم فقد كذبت فرنسا عليه بما يكفي وقتلت الملايين من الشعب واستعملت كل طرق التنكيل والتعذيب، وحرقت معظم القرى والمدن، واستعملت كل الأسلحة المحرمة دوليا، التي جعلت فيها الجزائريين فئران تجارب في الصحراء. فنظم ثورة الأول نوفمبر وقهر المستعمر الفرنسي لينال استقلاله بعد سبع سنوات من القتال بل 132 سنة من الجهاد والكفاح والقتال منذ بداية هذا الاستعمار البشع دفع فيها أكثر من مليون شهيد وملايين من المفقودين. وتقيم الجزائر احتفالات وطنية سنوية على مستوى كامل التراب الجزائري تخليدا لهذه الذكرى العظيمة (الاستقلال) حيث تقيم استعراضات واحتفالات شعبية بهيجة وجميلة جدا، وترافقها بعض البروتوكلات الرسمية كرفع العلم الجزائري في تمام الساعة الصفر في كل أنحاء الجمهورية، وبث برامج تلفزيونية وإذاعية باللغتين الأمازيغية والعربية وكذا الفرنسية متوافقة مع المناسبة، إضافة إلى أفلام حول الثوة التحريرية الكبرى والمقاومات الشعبية، وتكريم شخصيات وطنية. وتتميز الجزائر بثرائها الحضاري منذ العهود الرومانية والبيزنطية مروراً بالعصر الإسلامي والعصر الحديث ما تجلى في الكثير من المعالم الحضارية والتراثية المتنوعة في مختلف ألوان الإبداع المعماري والفكري والإنساني. (انتهى) حازم عبده/ ح ص

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى