الثقافة والفنون

اليوم العالمي للغة العربية: الصومال يفقد لغته

مقديشو (إينا) ـ تعيش لغة الضاد في الصومال في الوقت الحاضر أزمة كبيرة نظرا لإحجام كثير من الناس عن التحدث بها وذلك بعد أن أصبحت المدارس النظامية والجامعات تدرس موادها باللغة الإنجليزية، وتعامل الدولة الصومالية الفيدرالية في الأروقة الإدارية باللغة الإنجليزية واللهجة الصومالية المحلية بعيدا عن العربية التي كانت في الدستور الصومالي اللغة الرسمية. وجدت اللغة العربية رواجا كبيرا بعد سقوط الحكومة المركزية مطلع تسعينات القرن الماضي، وتمت الاستفادة من المناهج العربية، وأصبح الطالب يدرس من الابتدائية حتى الثانوية الأسس العربية من النحو والصرف والبلاغة ويستطيع التحدث بها في المعلاملات اليومية. دخلت اللغة العربية الصومال قبل عصر الإسلام وفي عز ذروة اللغة العربية في الجزيرة العربية. ويقول الناشط الدعوي والإعلامي على نور أحمد لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، إن علماء الصومال في كل تياراتهم الفكرية كانوا يعطون الأهمية الكبيرة لنشر اللغة العربية في أوساط الناس عبر علوم الفقه وقواعد الفصحى. وأضاف: العصر الذهبي للغة العربية في الصومال كان من 1991 م إلي العام 2006 حيث كان معظم الناس وفي أعمار مختلفة ينهلون من منبع اللغة العربية سواء أكانت في حلقات المساجد، أو في المعاهد النظامية. ولفت أحمد إلى ما يعانيه مجال تعليم اللغة العربية من نكسة في الصومال خاصة بعد إقبال الأهالي على المدارس التي تعلم باللغة الإنجليزية. وذكر أن الصومال كانت تتلقى دعما من أشقاءها العرب في الثمانينات لتطبيق مشروع تعلموا لغة الضاد وتخرج منه الألاف، لكن الأن الكل بدأ يتجه لتعلم لغات أخرى على حساب اللغة العربية. من ناحيته قال شريف حسن عبدي، مدرس في الثانوية العامة إن اللغة العربية كانت اللغة الرسمية في دستور أول دولة صومالية بعد الاستقلال في الستينات من القرن الماضي، أما الآن فهى اللغة الثانية. وأضاف: الكثير يعزفون عن تعلم اللغة العربية بسبب خوفهم من عدم الحصول على عمل مرموق خاصة مع تدفق البعثات الأجنية إلى البلاد والتي لا توظف إلا من يتقن اللغة الإنجليزية. وتابع: للأسف مقولة عالمية اللغة الإنجليزية أوجدت في نفوس الصوماليين حاجزا قاد إلى عدم إقبالهم على تعلم اللغة العربية. وأبدى قلقه من أن تتحول العربية إلى لغة غريبة في بلد عربي وعضو في الجامعة العربية (انتهى) عمر فارح

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى