الثقافة والفنون

اليوم العالمي للغة العربية: الفصحى تعاني في فلسطين (تقرير)

القدس المحتلة (إينا)- في فلسطين التي يعاني شعبها من الاحتلال والاضطهاد، تعاني أيضا اللغة العربية من مشكلة وهي في تراجع مقلق. ويحتفى في الثامن عشر من ديسمبر في كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وقررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية التابعة لليونسـكو أن يكون المحور الرئيس لهذا العام الحرف العربي. ويرى الدكتور عمر مسلّم أستاذ النحو في جامعة بير زيت بالضفة الغربية في حديث لمراسل إينا، أن هذا التراجع يعود إلى عامل نفسي، فالكثير من الناس لا يشعرون بأهمية هذه اللغة الجميلة، فمثلا يكون إتقان اللغة الإنجليزية شرطا لمعظم الوظائف، أما اللغة العربية فلا تحظى بالحد الأدنى من الاهتمام. كما انتقد أستاذ النحو المناهج التعليمية الفلسطينية، إذ يرى أنها بحاجة إلى إعادة نظر، ويجب التركيز على الصف الأول الأساسي وتحديدا اللغة العربية دون إثقال الطالب بمواد أخرى، مطالبا باختيار أعلى الكفاءات لتعليم اللغة العربية لهؤلاء التلاميذ، والتخلص من النظرة الدونية لمدرسي هذه المرحلة. كما يرى أن الإناث هنّ الأنسب لتدريس الأطفال في هذه المرحلة لقربهن منهم. ويبدي الدكتور مسلّم استغرابا من أن الجامعات تقبل أدنى المعدلات في الثانوية العامة لدراسة اللغة العربية، كما أن بعض الجامعات، ولأسباب مالية، تلجأ إلى طلبة الدراسات لتدريس اللغة العربية لطلبة السنة الجامعية الأولى. ووفقا للدكتور مسلم، وصل تراجع اللغة العربية إلى أن المختصين يخطئون فيها، متسائلا: كيف لشخص أن يدرّس ما لا يعرف؟ ورغم هذا التراجع، إلا أن الدكتور مسلم لا يبدي خوفا على مستقبلها، وقال لا بدّ لهذه الأمة أن تستفيق، مهما تآمر المتآمرون. وأضاف: من يكتب نصا باللغة العربية قد يقرأ بعد آلاف السنين، ولكن هذا لا ينطبق على اللغات الأخرى. وقال: من أراد أن يتعلّم اللغة العربية عليه قراءة القرآن، ولا يستطيع أي شخص أن يزعم أنه متخصص باللغة العربية دون ذلك. جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية، لجأت إلى فكرة مختلفة للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وأعلنت عن مسابقة في هذا اليوم بعنوان اكتشف أخطاء لغوية واربح جائزة مالية. وقد أعلنت الجريدة بهذه المناسبة، عن مسابقة تمنح بموجبها مبالغ مالية لمن يعثرون على أخطاء لغوية أو إملائية أو مطبعية، من الأخطاء المتعارف عليها، في المواد الإعلامية في عدد الصحيفة يوم 18 ديسمبر، بعيدًا عن الإيغال فيما استشكل من قواعد وحمل أكثر من وجه، وبعيدًا عن معادلة الصحيح والأصح، ومنظومة الأخطاء الشائعة. وتنشر الحياة الجديدة في هذا اليوم عددًا من المقالات عن اللغة العربية، لعدد ممن اشتغلوا بها ونذروا أقلامهم للدفاع عنها والانتصار لها، في ظل موجة من الإهمال والتردي التي أتت عليها، كما أتت على العديد من جوانب الحياة. ولأنه تم اختيار الحرف العربي ليكون المحور الرئيس لليوم العالمي للغة العربية لهذا العام، فقد فردت الحياة الجديدة في صفحاتها عددًا من لوحات الخط العربي الفنية لخطاطين فلسطينيين وعرب، لإظهار جماليته. وقال المحرر والمدقق اللغوي خالد سليم لـإينا إن مدققي اللغة العربية في جريدة الحياة الجديدة يبذلون جهودا أكبر في هذا اليوم حتى تخرج الجريدة دون أي أخطاء لغوية أو إملائية أو مطبعية. (انتهى) خالد الخالدي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى