الثقافة والفنون

الاحتلال يدمّر آثارا إسلامية عريقة جنوب المسجد الأقصى

القدس المحتلة (إينا) ـــ أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل من خلال سلطة الآثار وجمعية إلعاد الاستيطانية جرائمه بحق الآثار الإسلامية العريقة في مدخل حي وادي حلوة جنوب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة. وأشارت المؤسسة في تقرير اليوم الأربعاء، إلى أن سلطات الاحتلال ما زالت تواصل حفرياتها المعمقة التي أدت وتؤدي إلى تدمير ممنهج وواسع للآثار الإسلامية العريقة منذ الفترة الأموية وحتى الفترة المتأخرة خاصة الفترة ما بين القرن السابع والــ 11 الميلادي، ومن ضمنها تدمير طبقات أثرية شكلت أحياءً سكنية في الفترة الأموية، وأحياء سكنية متكاملة في الفترة العباسية من ضمنها مقبرة إسلامية. ودعت مؤسسة الأقصى كل المؤسسات الإسلامية والعربية والفلسطينية والدولية المعنية بشؤون الحفظ التراثي والأثري للعمل والتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من هذه الآثار والتصدي لجرائم الاحتلال ومنع تحويل الموقع إلى مركز تهويدي. وجاءت تأكيدات المؤسسة وتحذيراتها، على إثر زيارات ميدانية متعددة مؤخراً للموقع، الذي تبلغ مساحته نحو ستة دونمات، وهو في الأصل أرض فلسطينية استولت عليها بلدية الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي، وحولته إلى موقف عام يخدم بالدرجة الأولى الإسرائيليين الذين يحضرون لساحة البراق، وفي بدايات عام 2000 م، وضعت جمعية إلعاد الاستيطانية يدها على الموقع وبدأت برسم وعرض مخطط لبناء مركز تهويدي ضخم. كما جاءت تأكيدات المؤسسة بناء على دراسة نشرتها عيمق شبيه وهي مؤسسة تضم بالأساس علماء آثار إسرائيليين ينتقدون استعمال الاحتلال الإسرائيلي البحث والحفريات الأثرية لحاجات ودواعٍ سياسية، كشفت فيها عن التعاون الوثيق بين ما يسمى سلطة الآثار وجمعية إلعاد في مخطط تهويد منطقة وادي حلوة عبر الحفريات الواسعة، التي تجريها في الموقع، مشيرة إلى أن هذا الكشف الذي اعتمد على وثائق ومكاتبات داخلية خاصة سلطة الآثار الإسرائيلية حصلت عليها مؤسسة عيمق شبيه أخيراً. وبحسب الدراسة المعتمدة على عشرات الوثائق والمكاتبات فإن سلطة الآثار الإسرائيلية قامت بمبادرة وتمويل من جمعية إلعاد أواخر عام 2002 م، وبداية العام 2003 م، بحفريات واسعة في الموقع المذكور في الجهة الجنوبية الغربية من الموقع، بعمق 15 مترا، ومع تواصل الحفريات وصل عمق الحفريات إلى 20 مترا، ما أدى إلى كشف نحو خمس طبقات أثرية، حيث تم هدم وتفكيك الأغلبية القصوى من هذه الطبقات . وأشارت المؤسسة إلى أنه استنادا إلى تقارير سلطة الآثار، فإن الأخيرة تعترف بأن معظم الموجودات الأثرية في الموقع كانت من الفترة الإسلامية المتأخرة، أي من الفترة العباسية والأموية، بمعنى أن هذه الآثار الإسلامية العريقة تم هدمها وتدميرها بشكل شبه كامل. وتذكر دراسة عيمق شبيه أن الحفريات تواصلت، والملفت أنه في حفريات عام 2008 م، تمت حفريات واسعة في مربع آخر من موقع الحفريات، ووجدت خلالها مقبرة إسلامية واسعة -على ما يبدو من الفترة العباسية أو المملوكية- حيث تم نبش القبور جميعها ونقلها إلى مكان مجهول. وقالت مؤسسة الأقصى إن الاحتلال الإسرائيلي ممثلا بجمعية إلعاد ومؤسسات أخرى، يعتزم إقامة مركز تهويدي تحت أسم مجمع كيدم- الهيكل التوراتي والذي يتضمن بناء سبعة طوابق، ثلاثة منها تحت الأرض وأربعة فوقها، على مساحة بناء إجمالية تصل إلى 17 ألف متر مربع، وسيحتوي على طابقين تحت الأرض عبارة عن موقف عام يتسع لأكثر من 250 سيارة، وطابق ثالث-تحت الطابقين- سيكون بما يشبه العرض للآثار الموجودة في الموقع. وأضافت أن المركز التهويدي سيضم صالات عرض، وقاعات مؤتمرات، ومطاعم، ومكاتب إدارية، ومقاهي، وسيتحول إلى المدخل الأساسي لكل المشاريع التهويدية والأنفاق التي يحفرها الاحتلال، حيث سيرتبط بشبكة الأنفاق أسفل سلوان، وفي أسفل ومحيط المسجد الأقصى. (انتهى) خالد الخالدي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى