
إسطنبول (يونا) – جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه إدانة المنظمة للاعتداءات الإسرائيلية السافرة التي تعرضت لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأسبوع الماضي، مؤكداً تضامن المنظمة مع إيران.
جاء ذلك في كلمته خلال أعمال الدورة الـ51 لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول بالجمهورية التركية.
وأشار طه إلى أن قضية فلسطين والقدس التي تواجه تحديات غير مسبوقة، لا سيما استمرار جرائم إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، المتمثلة في العدوان العسكري، والإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والتجويع والتدمير، بالإضافة الى سياسات الاستيطان وتهويد مدينة القدس واستهداف وكالة الأونروا، إلى غير ذلك من الجرائم والانتهاكات الممنهجة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزة، والتي تشكل في مجملها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأشاد طه بجهود جميع الدول الأعضاء، واللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة، والتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والمؤتمر رفيع المستوى للأمم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية.
وأكد على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل استنهاض مسؤولية المجتمع الدولي تجاه وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته، وتوسيع نطاق الاعتراف بدولة فلسطين وتمتيعها بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وحماية وكالة الأونروا، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وفيما يتعلق بقضية جامو وكشمير، والجهود المتواصلة التي تبذلها المنظمة لتأكيد دعمها الثابت لحق الشعب الكشميري في تقرير المصير، أوضح طه أنه في ظل التطورات التي شهدتها مؤخرا منطقة جنوب آسيا، فقد حثت الأمانةُ العامةُ على التهدئة وجددت الدعوة الى حل قضية جامو وكشمير وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأكد التزام الدول الأعضاء بدعم أفغانستان على الصعيد الإنساني والتنموي، داعيا سلطات الأمر الواقع الأفغانية إلى إعادة النظر في القرارات التي اتخذتها تجاه تعليم الفتيات وعمل المرأة، وضرورة بذل المزيد من الجهود لمكافحة الإرهاب بشتى أشكاله وصوره.
ونوَّه بالجهود المقدرة التي يبذلها البنك الإسلامي للتنمية، من خلال الصندوق الاستئماني لدعم أفغانستان، داعياً الدول الأعضاء الى تقديم المزيد من التبرعات للصندوق لتمكينه من تقديم الدعم الإنساني والتنموي للشعب الأفغاني.
ودعا الأمين العام في كلمته إلى مواصلة دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية في جميع مناطق منظمة التعاون الإسلامي، وتسوية الخلافات بالطرق السلمية، ومواصلة الاهتمام بقضيتي قبرص وجمهورية البوسنة والهرسك، وكذلك الدفاع عن حقوق المجتمعات والأقليات المسلمة في الدول غير الأعضاء، وفقا لميثاق منظمتنا وقراراتها ذات الصلة.
كما دعا إلى تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب والتصدي لمظاهر الإسلاموفوبيا والكراهية الدينية وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
وأشاد، في هذا السياق، بتعيين ميغال أنخيل موراتينوس مبعوثا خاصا للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا، معبراً عن ثقته في أنَّ هذا التعيين سيعزز الجهود الدولية لمكافحة الإسلاموفوبيا في العالم، ومعرباً عن تطلع المنظمة إلى التعاون معه وإلى التنسيق بينه وبين المبعوث الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي المعني بمكافحة الإسلاموفوبيا، السفير محمد بشاجي.
وأعرب عن تقديره للجمهورية التركية على إسهاماتها القيّمة في تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي والعمل الإسلامي المشترك، متقدما إلى السلطات التركية بجزيل الشكر على الترتيبات الجيدة التي أعدتها من أجل توفير ظروف النجاح لأعمال هذه الدورة.
كما ثمَّن عالياً ما تقدمه المملكة العربية السعودية، دولة مقر منظمة التعاون الإسلامي، من دعم سخي للمنظمة والتزامها الثابت بتعزيز التضامن بين الدول الأعضاء والعمل الإسلامي المشترك وخدمة قضايا العالم الاسلامي، بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء.
(انتهى)