كازان (يونا) – شهد المنتدى الاقتصادي الدولي السادس عشر عشر “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى كازان” 2025 مشاركة ممثلين من 96 دولة و82 منطقة روسية، فيما شارك 8,500 ضيف في البرنامج الاقتصادي، ليؤكد مكانته كأكبر منصة للتفاعل بين روسيا ودول العالم الإسلامي.
وقال رئيس جمهورية تتارستان، رستم مينيخانوف: “يسرني أن أرى منتدى كازان يجمع أصدقاء من جميع أنحاء العالم، ويوفر بيئة مواتية لتكوين علاقات جديدة، ويفتح آفاقًا لمشاريع تعاون ملموسة”.
وأشار إلى تنوع محاور المنتدى التي شملت الاقتصاد والدبلوماسية والثقافة والرياضة، حيث تضمن البرنامج أكثر من 200 فعالية، بينها 148 جلسة أعمال شارك فيها 990 متحدثًا.
وشملت الموضوعات الرئيسة لعام 2025، الرقمنة في التعاون بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي، التعاون الدولي، معرض ومؤتمر العقارات، الرياضة، الصناعة الحلال، المالية والاستثمار الإسلامي، السياحة، الثقافة، منظور المرأة، الأعمال، الاقتصاد، الموارد البشرية الحاضرة والمستقبلية، العلوم والتكنولوجيا، والإعلام.
وأضاف رئيس تتارستان: “إن روسيا، بوصفها دولة تضم شعوبًا متعددة وديانات متنوعة، تعتبر الشراكة مع العالم الإسلامي أحد المحاور الأساسية في سياستها الخارجية. وتقوم علاقات التعاون بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي على رؤى متوازنة لمعالجة القضايا العالمية، وتسهم هذه الشراكة في بناء نظام عالمي جديد يُجسد إمكانية قيام حوار حضاري قائم على التفاهم وخالٍ من النزاعات”.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي رئيس اللجنة المنظمة لتحضير المنتدى مرات خسنولين:” المنتدى يحظى بشعبية وأهمية كبيرة لكل من بلادنا ودول العالم الإسلامي. ويتزايد زخم منتدى كازان عامًا بعد عام”.
وأضاف “تلعب المجموعة دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الودية بين روسيا والدول الإسلامية، ويشمل تعاوننا مجالات واسعة، من الاقتصاد إلى الثقافة، ويتميز بالاستقرار والتوازن والمنفعة المتبادلة، وتؤدي المجموعة دورًا مهمًا في التعبير عن موقف روسيا الثابت القائم على وحدة الشعوب والاحترام المتبادل والتنمية السلمية”.
من جهته، قال أنطون كوبياكوف، مستشار الرئيس الروسي الأمين التنفيذي للجنة التنظيمية للمنتدى:”تتزايد سنويًا الاتصالات التجارية بين روسيا والعالم الإسلامي، وكذلك المشاريع الاستثمارية الدولية، كما يشهد عدد المشاركين والوفود تزايدًا مستمرًا، ما يؤكد مجددًا أهمية الحوار الدولي بين روسيا والدول الإسلامية، وقد شارك مجتمع الأعمال الأجنبي بنشاط في أعمال المنتدى، مما عزز مكانته بوصفه حدثًا تجاريًا دوليًا رئيسيًا يدعم التعاون الاقتصادي”.
وعُقد ضمن فعاليات المنتدى، اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي”، وركّز هذا الاجتماع على سياسة الشباب والتعاون في الفنون والعلوم الإنسانية، وذلك في منتزه تكنولوجيا المعلومات بشير راميف، وقد ترأس الاجتماع رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان ورئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية.
كما شهد المنتدى عقد جلسات عامة للهيئة المحاسبية والرقابية للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI)، والندوة الدولية “الإسلام والبيئة العمرانية (IBEIS 2025)، والمنتدى الدولي لغرف التجارة والصناعة، والمنتدى الحادي عشر لشباب منظمة التعاون الإسلامي، واجتماع ممر النقل الدولي “الشمال – الجنوب”، إضافة إلى مؤتمر وزراء الثقافة من دول منظمة التعاون الإسلامي، الذي شارك في جلسته العامة وزراء الثقافة وممثلو وزارات الثقافة من 12 دولة، ومدير عام دائرة الفنون العامة في العراق، ورئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إيران، وممثلون من خمس دول توجد سفاراتها في روسيا، إلى جانب مدير إدارة الثقافة في منظمة التعاون الإسلامي، والمدير العام للإيسيسكو، وممثل جامعة الدول العربية في روسيا.
واستضاف المنتدى 10 اجتماعات بين ممثلي روسيا ودول أجنبية بصيغ متنوعة، شملت جلسات تعريفية ومنتديات أعمال، وشهدت هذه اللقاءات فعاليات تعاون دولي بين روسيا – الإمارات، روسيا – الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روسيا – أفغانستان، روسيا – تركيا، روسيا – ماليزيا، روسيا – إيران، روسيا – طاجيكستان، روسيا – كازاخستان، وروسيا – قطر.
وقد تم توقيع 130 اتفاقية ومذكرة تفاهم خلال المنتدى، من بينها 75 اتفاقية دولية و56 من جمهورية تتارستان.
وشهد المنتدى تنظيم النسخة الثامنة من المعرض الدولي “روسيا حلال إكسبو”، الذي يُعد أكبر معرض في روسيا للتعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي بين مناطق الاتحاد الروسي ودول منظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة 54 جناحًا من 12 دولة.
كما استضاف المنتدى للمرة الثانية معرض “السوق العقاري الدولي”، وهو منصة فريدة لتعزيز العلاقات الدولية والتفاعل مع المستثمرين من مختلف الدول، وأقيمت فعالياته على مساحة تزيد عن 1000 متر مربع، بمشاركة 57 شركة، من بينها 29 مطورًا ومقاولًا عقاريًا، وضم أجنحة من الإمارات وأذربيجان وتركيا.
وأُقيم “معرض كازان للصناعة الحلال في مجمع كازان الزراعي الصناعي، بحضور 38,000 زائر، وشارك فيه 150 شركة من 9 دول و16 كيانًا فيدراليًا روسيًا.
كما استضاف المنتدى النسخة التاسعة من منتدى شباب الدبلوماسيين في منظمة التعاون الإسلامي، الذي يُعد منصة رئيسية لتعزيز الحوار بين الشباب الدبلوماسيين من روسيا والعالم الإسلامي.
وشارك في منتدى هذا العام، 50 دبلوماسيًا شابًا من 18 دولة، بينها سلطنة عمان، البحرين، الكاميرون، قرغيزستان، وإيران. وكان الموضوع الرئيسي لهذا الحدث “دبلوماسية النصر”، المخصص لدور الدبلوماسية في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية، وتأسيس الأمم المتحدة كأداة رئيسية لحفظ السلم والأمن الدوليين، وتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب.
كما شارك ثمانية مصممين من إندونيسيا وقطر وباكستان والإمارات وسلطنة عمان وروسيا وطاجيكستان في عرض أزياء خلال “يوم الموضة المحتشمة”، الذي أقيم في فندق كورستون كلوب، وعُرضت خلاله مجموعات مستوحاة من التقاليد الوطنية وقيم الاستدامة في الموضة.
وتنافس طهاة شباب موهوبون من 16 دولة تمثل 3 قارات في بطولة يونس أحمدزيانوف الدولية للطهاة الشباب من الدول الإسلامية، وكانت هذه أول مشاركة لفريق من المملكة العربية السعودية. وقد فازت ممثلة تونس، ميساء الكوني بالجائزة الكبرى، بعد أن تمكن ضيوف المنتدى من تذوق الأطباق التي أعدها المشاركون وقيّمها أعضاء لجنة التحكيم.
وجمع برنامج “المنظور النسائي” 51 متحدثة من 18 دولة، وشكل منصة لتعزيز الحوار حول دور المرأة في الأعمال والثقافة والمجتمع الإسلامي. وفي ختامه، تم تقديم الجوائز الدولية “سيدة الأعمال الحلال” و”سيدة العمل الخيري الحلال” لرائدات الأعمال والناشطات في مجال العمل الخيري.
وضمن فعاليات المنتدى أيضا، شاركت 10 فرق من 8 دول في بطولة “كأس الشرق لكرة القدم للشباب”، التي أُقيمت في مخيم “مولودايا غفارديا” الرياضي الترفيهي، حيث قدّم رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، الكأس لفريق روبين من كازان لفوزه بالبطولة، و شمل البرنامج، مباراة ودية جمعت بين دبلوماسيين شباب وممثلي وزارات خارجية من عشر دول إلى جانب نجوم نادي روبين لكرة القدم وممثلي سلطات تتارستان.
كما أصبح منتدى كازان 2025 منصة رئيسية لتطوير صناعة الحلال في روسيا، حيث مُنحت ثلاث شهادات اعتماد دولية JAKIM)، SMIIC، (GSO وتم عقد الاجتماع الأول لرابطة صناعة الحلال الروسية، كما تم توقيع مذكرات تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بشهادات الحلال مع كل من كازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزستان.
وفي إطار المنتدى أيضا، عُقدت أعمال المنتدى الخامس عشر لعلماء الدين التتار في روسيا تحت شعار “الهوية الوطنية والدين” في مجمع كازان الزراعي الصناعي بمشاركة أكثر من 1000 إمام وعالم وممثل عن الهيئات الدينية وشخصيات عامة من 74 منطقة روسية. وفي اليوم الختامي، توجه المشاركون إلى مدينة بلغار التاريخية للمشاركة في الفعالية الاحتفالية “إزغي بلغار جييني” – أي الاجتماع المقدس في بلغار، وهو احتفال سنوي يُقام لإحياء ذكرى اعتناق الإسلام في فولغا بلغاريا-والتي احتفت بذكرى اعتناق الإسلام من قبل بلغاريا الفولغية، وجمعت نحو 25,000 شخص من داخل روسيا وخارجها.
لقد أثبت منتدى كازان 2025 مجددًا أن التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي يستند إلى مبادئ الاحترام، والواقعية، والثقة، وقد أصبح أهم منصة دولية توحّد فيها جهود الحكومات وقطاع الأعمال والعلوم والمجتمع على طريق مستقبل مستدام.
(انتهى)