
دبي (يونا/وام) – استشرفت جلسة “هل يمكن لعالمنا أن يحقق الأمن والأمان للجميع؟” ضمن اليوم الختامي للقمة العالمية للحكومات، الترابط بين مفاهيم السلام، والمرونة، والتنمية المؤسسية، حيث سعت إلى استكشاف إمكانية تطوير عالم يستوعب الجميع.
وقدمت الجلسة التي استضافت أشوك سوين، رئيس قسم أبحاث السلام والصراع بجامعة أوبسالا السويدية، رؤية تحليلية عن العلاقة المتشابكة بين مفاهيم السلام والمرونة والتي تشكل جوهر نسيج الأمم.
وتطرق سوين، في حديثه عن إمكانية خلق عالم موحد أساسه السلام والمرونة والتنمية المؤسسية، والاستجابة الحقيقية للضرورات الاجتماعية، لمواجهة مختلف التحديات الآنية والمستقبلية التي يمكن أن تواجهنا كبشر.
-عالم آمن للجميع..
أكّد أشوك سوين ضرورة إيجاد عالم آمن للجميع، الآن وفي المستقبل، مشيراً إلى أن الصراعات كانت في كثير من الأحيان “ضرورية وأساسية”، إلا أنه استدرك قائلاً: “تصبح الصراعات أمراً خطيراً حين تتضمن العنف، لكن الصراعات السلمية يمكن أن تكون وسيلة للتقدم، فلولا العديد من الصراعات لما انتهت أزمنة المستعمرات والاحتلال، وعندما يكون هناك تفاوض وتفاهم وتعاون وإيمان بضرورة الاستدامة، يمكن إنهاء أي صراعات”.
-قضايا مصيرية..
وتطرق سوين خلال حديثه إلى المناقشات المستمرة في عالم اليوم، حول قضايا مصيرية كقضية الأمن الغذائي والجفاف والمناخ، منوّهاً بأن الحديث عن تلك القضايا لا يبدو منطقياً حين يتم التغافل عن الحديث عن ضرورة إيقاف الحروب، مضيفاً: “تبحث الدول العظمى اليوم عن حلول للكثير من التحديات التي يواجهها كوكب الأرض، كقضية المناخ والأمن البيئي وتعدد مصادر الطاقة وغيرها، لكن القضية الأهم التي إن حُلتْ، انتهت جميع القضايا والمشكلات، هي الحروب؛ يجب أن تتوقف الحروب، وأن يمتلك قادة العالم نظرة مختلفة، ويغيروا سياساتهم، ويتكاتفوا ليوقفوا كل هذا الدمار، إذا كانوا مهتمين بالمستقبل والاستدامة.
وتابع: نحن ننفق مليارات الدولارات سنوياً للاستعداد للحروب وخوضها، بينما لا ننفق ملياراً واحداً لحل مشكلة المناخ أو نقص الغذاء ومكافحة المجاعات.
وأضاف: “كيف ستنتبه الدول إلى مسألة الجوع والفقر والجوائح والمشكلات المستقبلية والجميع في حالة حرب؟ ولكي نركز على هذه القضايا ونجعل العالم ملاذاً آمناً للجميع، علينا وقف الحروب فوراً”.
-التباينات الضخمة..
وختم أشوك سوين حديثه بالإشارة إلى أن من أبرز المشكلات التي دائماً ما تسبب الصراعات، هي مسألة عدم التكافؤ والتباينات الضخمة بين الدول، وحتى الأفراد، وقال: ” تؤدي التباينات وعدم التكافؤ بين الدول إلى الصراعات بشكل حتمي، فعندما تصبح أغنى مني، وأنا بنفس كفاءتك وأمتلك العديد من المواهب، يصبح هذا الأمر بالنسبة لي أمراً غير منصف، وبالطبع هذا يجعلني أبحث عن موارد أكثر حتى أصبح مثلك، ويؤدي هذا إلى أشكال عديدة من الصراعات وهو ما ينطبق على الدول، لذلك علينا أن نلغي هذه الفجوات، ونحقق التكافؤ بين الدول”.
(انتهى)