العالم

التويجري: الاهتمام بالعربية في غينيا يَـتَـوَازَى مع الاحتفال بكوناكري عاصمةً للكتاب

كوناكري (يونا) – أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، الدكتور عبد العزيز التويجري، أن الاهتمام باللغة العربية في غينيا، يَـتَـوَازَى مع العناية البالغة بالاحتفال بكوناكري عاصمةً للكتاب، وذلك تقديراً من المنظمة الدولية، لما لهذه المدينة من أهمية ثقافية ملموسة، تتجلى في الاهتمام بالكتاب، والعناية بنشر تقاليد القراءة، وتنشئة الأجيال الصاعدة على حب الكتاب والبحث عنه، وعلى عشق القراءة والإقبال عليها، وأن تلك هي العوامل المؤثرة والعناصر العميقة في تحقيق التقدم، وبناء الأوطان، وفي الارتقاء بالأمم وصنع الحضارة. وقال التويجري خلال مشاركته كضيف شرف بدعوة من رئيس غينيا ألفا كوندي، في الحفل الرسمي الذي عقد صباح اليوم بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية وباختيار كوناكري من قبل اليونسكو عاصمة للكتاب لعام 2017، وترأسه الدكتور قطب مصطفى سانو، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدبلوماسية: إن الهدف الذي حددته اللجنة التنظيمية للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية ليكون يومَ اللغة العربية في جمهورية غينيا، هو من الأهداف التي تعمل لها الإيسيسكو على صعيد الدول الأعضاء كافة، والتي تتمثـل في تعريف شعوبها، وخاصة المثقفين وطلبة العلم والمعرفة في المؤسسات التعليمية والتربوية، بأهمية اللغة العربية ومكانتها، وضرورة الاعتناء بها تعليماً وتأليفاً ونشراً، باعتبارها لغةَ كتاب الله عزَّ وجل، ولغةَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولغـةَ الحضارة الإسلامية التي ساهمت بقوة في إغناء الحضارة الإنسانية. وأضاف التويجري: إن ما يبعث على التقدير العميق والاحترام العظيم لجمهورية غينيا، أن تحتـفـل بيوم اللغة العربية، وهي الدولة الناطقـة بغيرها، وأن تُـختار عاصمتُـها من طرف اليونيسكو، لتكون عاصمةً للكتاب هذه السنة، وهو الاختيار الوجيه الذي له ما يبرره ويؤكد عليه، فهذه سابقةٌ ثقافيةٌ تُسجل لهذا البلد الكريم، لأنها تنطوي على معانٍ ساميةٍ، تتمثل في الوفاء لقيم الحضارة الإسلامية، وفي التشبث بالهوية الوطنية بخصوصياتها الروحية والثقافية والحضارية، بقدر ما تعبر عن نموّ الوعي الحضاري، الذي هو من مصادر النهضة الثقافية، والتطور الاجتماعي، والنمو الاقتصادي، في ظل الوئام الأهلي والاستقرار والازدهار. وأوضح التويجري أن غينيا بهذه المبادرة المتميزة، تكون قـد ترجمت أهداف اليوم العالمي للغة العربية، إلى واقع معيش، وأعطت الدليل على أن هذه اللغة هي لغةٌ حيّـة ومبدعة ومعطاء، قابلةً للنمو ومسايرةً للتطور في مجالات الحياة الإنسانية، وليست لغةً متحفية، كما يصفها مَن يجهلُ قيمتها ولا يُـقدّر مكانتها. وأكد المدير العام للإيسيكو أنَّ للتنمية الشاملة المستدامة مظاهرَ عدة وتجلياتٍ متنوعة، منها التنمية الثـقافية، التي تقوم على الرفع من قيمة الكتاب توزيعاً وترويجاً وتقريباً له من الجمهور العريض، والعناية باللغة الوطنية وتطويـرها وتحديثها، والاعتزاز بلغة الحضارة الإسلامية التي هي لغة الثقافة الإسلامية. موضحاً أن اللغة ليست هي اللسان فحسب، إنما هي عِمادُ الهوية، وجوهرُ الخصوصيات الثقافية والحضارية. ومشيراً إلى أن الإيسيسكو قد أولت بالغ عنايتها لإعادة كتابة اللغات الوطنية الأفريقية بالحرف العربي، واستفادت من هذا البرنامج الحضاري جمهورية غينيا، وأنها على أتم الاستعداد لتقديم الدعم لعاصمة الكتاب العربي كوناكري، ولتعزيز مكانة اللغة العربية وتدريسها للناطقين بغيرها. وأشار التويجري إلى أن هذه المبادرات الثـقافية المهمة، تخدم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من جهة، وتحقق أهداف اليونيسكو بإعلان اليوم العالمي للغة العربية الذي يحل اليوم، من جهة ثانية، وأن هذا التوجّه الحكيم من هذا البلد، لهو دليل على نجاعة السياسة الوطنية التي تنهجها هذه الدولة العضو في الإيسيسكو واليونيسكو، في هذا المجال الحيوي. وقال: إن تلك ميزة رفيعة الشأن من بين المزايا التي تنفرد بها جمهورية غينيا. (انتهى) ح ع/ ح ص

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى